قصة اختراع البريد التقليدي

اقرأ في هذا المقال


هل تساءلت يومًا كيف بدأ الناس يستخدمون البريد العادي؟ منذ القدم والأشخاص يقومون بتبادل الرسائل فيما بينهم، اليوم وبسبب التقدم التكنولوجي لم يعد الناس يقومون باستخدام الطرق التقليدية للتواصل بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وطرق الاتصالات الحديثة وغيرها من التطبيقات التي تمكننا من التواصل مع الأشخاص من أي مكان وتختصر علينا الوقت والجهد والتكلفة.

ما هي قصة اختراع البريد التقليدي؟

كيف بدأت فكرة إنشاء الأنظمة البريدية؟

أول استخدام موثق للأنظمة البريدية وتوكيل أشخاص موثوق بهم لنقل الرسائل كان في مصر حوالي 2400 قبل الميلاد، عندما استخدم الفراعنة أشخاص لإرسال المراسيل في جميع أنحاء أراضي الدولة، تاريخ الأنظمة البريدية أو خدمة البريد التقليدي لتمرير الرسائل من شخص في مكان ما إلى شخص آخر في مكان آخر بدأت باختراع الكتابة وربما كان أحد أسباب اختراع الكتابة.

أقدم مغلفات بريدية تم العثور عليها في حضارة مصر القديمة والذي يعود تاريخها إلى 255 قبل الميلاد، استخدم الأشخاص أيضًا طرق مختلفة للتواصل التي كانت مهدًا لابتكار أنظمة البريد مثل الطيور وبعد ذلك بالعربات والأحصنة، يعود أقدم إرسال لرسائل بريدية إلى عام 1000 قبل الميلاد، حيث كتب مالك أرض مصري إعلانًا على قطعة من ورق البردي لبيعها، تم العثور عليها وهي الآن معروضة في المتحف البريطاني.

نظرًا لأنّ التواصل كان أمرًا ضروري بشكل كبير لحكم الإمبراطوريات الواسعة للعالم القديم  فليس من المستغرب أنّ من بين أقدم المراجع التاريخية للأنظمة البريدية ليس فقط في مصر بل أيضًا في الصين في عهد أسرة تشو بعد 1000 عام، يعتقد في الصين أنّ النظام البريدي تم تطويره لأول مرة وتم وضعه في ظل أباطرة المغول، استخدمت إمبراطورية كورش الفارسية العظيمة في القرن السادس مراكز البريد، تمّ وصف النظام بشكل إيجابي من قبل المؤرخين اليونانيين هيرودوت وزينوفون.

استخدام البريد والأنظمة البريدية قديمًا:

يعتقد المؤرخون بأنّه تمّ استعمال خدمات البريد السريع للاطلاع الدائم على الضرائب ومراقبتها ومتابعتها خاصة في المناطق البعيدة في الإمبراطوريات، استعملتها الإمبراطورية الفارسية والدول الإسلامية خاصةً في شبه الجزيرة العربية وفي الهند، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك بلا شك رسائل بريدية تم نقلها على طول طريق الحرير بين التجار في إمبراطوريات مختلفة، ربما منذ نشأتها في القرن الثالث قبل الميلاد، قام العباسيون بإرسال رسائلهم أيضًا بواسطة الحمام الزاجل.

كانت الرسائل البريدية مصنوعة من القماش أو جلود الحيوانات أو أجزاء نباتية، تم تطوير المغلفات الورقية في الصين، عندما تم اختراع الورق في القرن الثاني قبل الميلاد، تم استخدام المغلفات الورقية المعروفة باسم (chih poh) لتخزين الهدايا المالية، في عام 1653م، أسس الفرنسي جان جاك رينوار دي فيلاير (1607–1691) نظامًا بريديًا في باريس، قام بإعداد صناديق بريد وتسليم الرسائل موضوعة فيها، إنّ تطور روما من دولة مدينة صغيرة إلى إمبراطورية شاسعة جلب معه ضرورة وجود اتصالات موثوقة.

تم تلبية هذه الحاجة من قبل (cursus publicus) النظام البريدي الأكثر تطورًا في العالم القديم، تستخدم حكومات العديد من البلدان أنظمتها البريدية لتوفير مجموعة من الخدمات التي لا ترتبط غالبًا بالوظيفة التقليدية لتبادل الرسائل، لتوفير جمع ونقل وتسليم الرسائل في جميع أنحاء البلد، كان من الضروري إنشاء شبكة من مكاتب البريد تمتد إلى المناطق النائية، كما أنّه تخضع الرسائل والطرود بجميع أشكالها وأحجامها لحدود الوزن والأبعاد التي ينص عليها التشريع البريدي.

كانت الفترة بين الثورة الأمريكية والحرب العالمية الأولى بمثابة حقبة مهمة أظهرت مدى أهمية وتأثير مكتب البريد، لا سيما في مجال النقل، لعب النقل دورًا رئيسيًا في ضمان تسليم البريد بشكل سريع وفعال ومع زيادة الطلب على خدمة بريدية أفضل، كان مكتب البريد رائدًا ودعم الاختراعات التي كان لها القدرة على نقل البريد بشكل أسرع وأكثر أمانًا، في ذلك الوقت تمّ تأسيس خدمة بريد الولايات المتحدة هي وكالة مستقلة تابعة للحكومة الفيدرالية الأمريكية.

كانت مسؤولة عن تقديم الطرود البريدية منذ بدايتها في عام 1775م، تعتبر من الوكالات المُصرّح بها صراحةً بموجب الدستور، تم تعيين بنجامين فرانكلين كأول مدير عام للبريد، تم تسليم الرسائل البريدية في البداية سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيل، في القرن التاسع عشر تم استخدام العربات المخصصة لتسليم البريد، بحلول عام 1813م، كان مكتب البريد يستخدم البواخر لجلب البريد إلى المدن.

تم استخدام القطارات بداية من عام 1831م، كما تمّ تأسس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874م، يُعتبر آرون مونتغمري وارد مخترع عمليات الطلبات البريدية أنشأ نشاطه التجاري في مجال الطلبات البريدية في عام 1872م، تبعه ريتشارد وارن سيرز بعد فترة وجيزة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، حيث أرسل النشرات البريدية إلى العملاء في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، اخترع عالم الإلكترونيات الكندي موريس ليفي آلة فرز بريد أوتوماتيكية في عام 1957م.

استخدم مكتب البريد الأمريكي السيارة بموجب عقود لمدة 13 عامًا بدءًا من عام 1901م ولم يتوقف إلا بسبب الرسوم المرتفعة المفروضة على الخدمة، بحلول أواخر عام 1914م، وافق الكونجرس على استخدام سيارة مخصصة حصريًا للتسليم البريدي، الرسائل المرسلة خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر لم تستخدم المغلفات وبدلاً من ذلك تم طي الحروف وكُتبت العناوين على ظهر الورقة.

عادةً ما يتم نقل البريد بين مكاتب الفرز عن طريق الخدمات التي لا يتم تشغيلها بالضرورة مباشرة من قبل مكتب البريد أي عن طريق الشاحنات أو الحافلات أو القطار أو الشحن البحري أو الخدمات الجوية، خدمات مكتب البريد (أي المكاتب العامة التي كانت موجودة في الأصل كمستودعات حيث يمكن للجمهور شراء الطوابع وإجراء الاستفسارات وإرسال المراسلات وتجميعها) قد تجاوزت في العديد من البلدان.

صناديق البريد تم تصميمها في عام 1915م من قبل موظف في مكتب البريد يُدّعى روي جيه جوروليمان، في بعض الأماكن مثل المناطق الحضرية، تم تصميم صناديق البريد بحيث يمكن تثبيتها على السطح الخارجي للمنزل، بدأ استعمال صناديق بريد بشكل واسع في خمسينيات القرن التاسع عشر، لذا لم يضطر الأشخاص إلى الذهاب إلى مكتب البريد لإرسال الرسائل، كما أنّها بدأت في الانتشار في شوارع المدن الكبيرة.

بعد تحديد خطوط السكك الحديدية عبر الولايات المتحدة كطرق بريدية، زادت خدمة بريد السكك الحديدية، رافق عمليات التسليم وكلاء الطريق الذين عملوا على ضمان تبادل الرسائل وتسليمها، كانت أيضًا مهمة وكلاء التوجيه هي فرز البريد اعتمادًا على نقاط الطريق التي كان من المفترض أن يتم إرسالها، يضمن ذلك تسليم رسائل البريد المحددة لطريق معين وعدم إرسالها إلى مكان آخر، اليوم لم يعد الأشخاص باستعمال البريد بسبب التطورات التكنولوجية الحديثة.


شارك المقالة: