منذ القدم كان الأشخاص يقومون بابتكار معدات وقاية لحماية أنفسهم من الوقوع في الإصابات الخطيرة، تم اختراع الكثير من المعدات المتنوعة، واحدة من أقدم المعدات الوقائية التي استعملت منذ العصور القديمة كانت الخوذة كنوع من المعدات الحماية وهي اليوم تصمم بأشكال وأنواع مختلفة، ووظيفتها الأساسية تكمن في حماية الرأس من الإصابات الخطيرة.
ما هي قصة اختراع الخوذة؟
تم استعمالها قديمًا كنوع من الرموز التقليدية للبلاد وأثناء الاحتفالات، لم تكن تصمم تمامًا كما وقتنا الحالي، وجدت أدلة قديمة تظهر استعمال قديم معروف لها في الدول الآشورية خاصةً من قبل الجنود الآشوريين حوالي 900 ق.م، كانوا يرتدون خوذة جلدية متينة، أو مصنوعة من البرونز لحماية الرأس من ضربات السيوف والرماح والأسلحة الخطرة حتى اليوم بقي الجنود يرتدونها والتي غالبًا ما تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية خفيفة الوزن، لحماية الرأس من الرصاص وشظايا القذائف.
اليوم يتم استعمالها في العديد من الرياضات المتنوعة على سبيل المثال لا الحصر في سباق الخيل والدراجات والبيسبول ورياضة الهوكي وتسلق الصخور، والعديد من الرياضات، بالتأكيد كان لارتدائها أمرًا مهمًا في أنشطة العمل الخطرة مثل البناء والتعدين والشرطة والدرك، في تسعينيات القرن الماضي، تمت صناعتها من الراتنج أو البلاستيك، كانت خوذة العصور الوسطى المخصصة للقتال تغطي الرأس بالكامل.
في ذلك الوقت وفي مختلف الحضارات القديمة تمت صناعتها من مجموعة متنوعة من المواد، مثل المعادن المختلفة والبلاستيك والجلد وحتى بعض المواد الليفية مثل كيفلر، كانت أكثر المواد التي تمت صناعة الخوذة القديمة منها غالبًا من البرونز أو الحديد أو الفولاذ، كان بعض الحراس البريطانيين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يقومون بارتداء خوذة مصنوعة من القش، تم تطوير هذه الخوذة المصنوعة من اللب أو الفلين في منتصف القرن التاسع عشر.
قام الأوروبيون بارتدائها غالبًا في المناطق الاستوائية، في القرنين التاسع عشر والعشرين وخاصة ً أثناء المعارك والحروب تمت صناعتها من الجلد، مع ازدياد التطور في التكنولوجيا والابتكارات واختراع السيارة قام بعض سائقي السيارات بارتداء خوذة أثناء القيادة لحماية الرأس في حال وقوع حوادث، في ذلك الوقت صممت خوذة مصممة للاعبي كرة القدم، في الحرب العالمية الثانية، كان طاقم الطيران وخاصةً الأمريكية والسوفيتية والألمانية والإيطالية والفرنسية بارتداء خوذات جلدية.
شهدت حقبة الحربين العالميتين الأولى والثانية، التطور في تصميم وصناعة الخوذة من مواد متينة، اليوم يقوم المصنعون بتصميم الخوذات حسب مهام العمل المتنوعة بشكل يحمي مرتديها بطرق تمنع تعرضه للخطر، خاصة في الأنشطة الخطرة وغالبًا ما تشتمل على مواد بلاستيكية ومواد اصطناعية أخرى، أغلب الخوذ الحديثة تتضمن في صناعتها بعض أنواع الألياف الاصطناعية مثل الأراميد والكيفلار وتوارون.
وكنتيجة للتطور التكنولوجي وبداية الاختراعات العظيمة مثل السيارة والطائرة والعديد من الأمور المهمة التي كان لابد من ارتداء الخوذة، عندما تم اختراع الدراجة كان من الضروري وجود أداة نقوم بارتدائها لحماية الرأس من الإصابات الخطيرة التي قد تؤدي لحياة الراكب للخطر، بحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر، بداية تم استعمال خوذات اللب، في الوقع لم تكن الخوذات المصنوعة من تلك المادة عملية لكنها كانت أفضل مادة متاحة في ذلك الوقت.
في بداية القرن العشرين، بدأ المتسابقون وراكبو الدراجات بارتدائها وكانت مصنوعة من الجلد، في الواقع كانت تلك المصنوعة من الجلد أفضل من المصنوعة من اللب وقدمت حماية أفضل لراكبي الدراجات، على مدى العقود التالية، تم تطوير الخوذات باستعمال مواد أكثر متانة بالتالي حماية أكثر وتميل إلى أن تكون غير ثقيلة، بحلول سبعينيات القرن العشرين، بدأت مؤسسة سنيل باختبار شامل لخوذات الدراجات ووجدت أنّ الخوذات القديمة في السوق لم تكن فعالة حقًا.
لذلك وضعوا بعض المعايير الأساسية لحماية الرأس، في عام 1975 م، قامت شركة (Bell Auto Parts) باختراع خوذة عملية وفعالة للغاية لراكبي الدراجات، تكونت من غلاف بلاستيكي، كانت هذه بالفعل بداية الخوذة الحديثة، في عام 1984م، قام المعهد الوطني الأمريكي بتقديم معايير تصنيع الخوذات التي تم قبولها على نطاق واسع، ساعد هذا في إزالة الخوذات غير الفعالة من السوق ورفع جودة جميع الخوذات، سرعان ما تم اختراع خوذات مصنوعة من البوليسترين.
اليوم تعتبر أخف وزنًا وأكثر انسيابية وقابلة للتعديل لجعلها أكثر أمانًا وسهولة في الارتداء، تظهر الإحصائيات الانخفاض في إصابات الرأس مع زيادة الوعي في استخدامها، العديد من الولايات في الولايات المتحدة جعل ارتداء الخوذة أثناء ركوب الدراجة إلزاميًا وهي خطوة تدعمها المنظمات الطبية ومنظمات السلامة على الطرق.