منذ بدايات الحضارة وعلى مر القرون الطويلة كان البشر يحاولون بابتكار أدوات يتم من خلالها معرفة الوقت وتحسين آليتها ومنهجيتها ومبدأ عملها وضبطها، ساهم العديد من العلماء والمخترعين والأشخاص في ابتكار الساعات كانت أقدم أجهزة ضبط الوقت المؤرخة هي الساعات الشمسية من الألفية الرابعة قبل الميلاد في مصر القديمة، والساعات الميكانيكية.
ما هي قصة اختراع الساعات الميكانيكية؟
أصبح التركيز على صناعة العديد من الساعات المتنوعة يزداد شيئًا فشيئًا وذلك بسبب التطورات التكنولوجية، ظهرت مجموعة من الساعات متعددة الاستخدام والمختلفة في طريقة تصنيعها والأدوات المكونة لها مثل الساعات المائية والساعات الرملية والساعات الأوتوماتيكية والساعات الرقمية، الساعات الميكانيكية التي كانت فيما بعد مقدمة لساعات المعصم والساعات الحديثة ساهم اختراعها على معرفة الوقت بشكل أكثر دقة من الساعات التي ابتكرت قبلها.
عنما تمت صناعتها لأول مرة كانت عبارة عن جهاز ضخم للغاية ومبدأ عملها دقيق جدًا ومعقد نوعًا ما، تم تثبيتها واستعمالها في الكنائس والمباني، أظهرت الأدلة القديمة بأن أقدم نوع من الساعات الميكانيكية المسجلة هي الساعة التي تم بناؤها في (Dunstable Priory) في إنجلترا عام 1283م، وتوجد أدلة تقول بأنه تم ابتكارها لعام 1275م.
لقرون كان جرس هذه الساعات الضخمة كافياً باعتباره الطريقة الوحيدة لمعرفة الوقت لمعظم الناس الذين يعيشون في القرى، حوالي 1300–1364م، تمت صناعة ثلاث ساعات ضخمة ميكانيكية لعرضها في الأماكن العامة في إيطاليا، قدم جاكوبو دي دوندي ساعة فلكية في بادوفا عام 1334م؛ بآلية تدق الجرس للاحتفال بالساعات، اكتملت في عام 1335 م في ميلانو، وتم ابتكار ساعات تتبع شروق الشمس وأيام الشهر.
وجدت أدلة تعود للقرن الرابع عشر، وذلك كان في فترة ابتكار وتطوير الساعة الرملية على إنشاء العجلات الأولى المرتبطة بالساعة الميكانيكية وكانت غير دقيقة للغاية، في نفس الوقت بدأ الحدادين في صناعتها لاستخدامها في ممرات القصور الكبيرة. كانت الأجزاء الفردية لساعات العجلات هذه مصنوعة أساسًا من الحديد المطروق، جانبًا لصالح النحاس والبرونز والفضة.
ومع ذلك بحلول القرن الخامس عشر بدأت صناعتها وتصميمها بشكل أقل حجمًا وأكثر قابلية للحمل، أدى استخدام الميزان والزنبرك الحلزوني إلى حركات أكثر دقة من أي وقت مضى، كان لا بد من لف الساعات في ذلك الوقت بمفاتيح صغيرة، من هنا كان التطور التالي هو إنشاء ساعات صغيرة بما يكفي لتحملها، في عام 1660م، اخترع الفيزيائي روبرت هوك والعالم الهولندي كريستيان هيغنز زنبرك التوازن.
بالإضافة مع ابتكار عجلة التوازن الذي تتضمن التذبذب مما يزيد من فعالية ودقة الساعات، بعد ذلك بفترة تمت صناعة ساعة يد صغيرة الحجم يسهل حملها وكانت ميكانيكية مع أدلة موثوقة، صنعها أبراهام لويس حوالي عام 1810م، عام 1929م كشف أنطوان لوكولتر عن أصغر حركة ساعة ميكانيكية للعالم، وهي كاليبر 101، وهي مدرجة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، سواء كانت تعمل آليًا أو بالكوارتز، إنّ الساعات الميكانيكية هي الإصدار الأكثر كلاسيكية.
وبشكل عام تعمل اليوم كما كانت تفعل قبل 100 عام، كما أنها تتطلب شكلًا من أشكال تخزين الطاقة، يتم تحقيق ذلك عادةً بزنبرك موجود داخلها، يحدد طول الزنبرك احتياطي طاقة الساعة وهو المدة التي يمكن أن تعمل فيها الساعة قبل نفاد طاقتها، تتميز ساعات الكوارتز بآلية مختلفة، يستخدم معظمها بطارية لتخزين طاقتهم، إذا كانت البطارية غير قابلة لإعادة الشحن، فيمكنها تشغيل ساعة قبل أن تضطر إلى وضع بطارية جديدة تعد ساعات الكوارتز أكثر دقة من الساعات الميكانيكية.