ما هي قصة اختراع السدود؟
تاريخ اختراع السدود في الحضارات القديمة:
منذ الأزل والحضارات تقوم بتصنيع السدود على مختلف الأزمنة والعصور القديمة، أقدم السدود التي تم تصنيعها وإنشاؤها كانت مستقيمة، بحيث تقوم بمقاومة حمل الماء من خلال الوزن، قام المصريون قديمًا ببناء السد الشهير وهو سد الوثنيين، وذلك خلال فترة 2950-2750 ق.م، حيث كان ارتفاعه يبلغ تقريبًا حوالي سبعة وثلاثون قدمًا وعرضه يبلغ حوالي 348 قدمًا، تم تصنيعه بكل من الحجارة والطوب والخرسانة.
إنّ الهدف من تصنيع وإنشاء السدود وهو بلا شك الاحتفاظ بالمياه، أيضًا حتى يحد من جريان المياه أو المجاري الجوفية من خلال استعمال العوائق، الهيكل الخارجي في تصنيعها يكون مبني من الأنقاض ويتم ملؤه بالكثير من الحصى والحجر، أيضا يتم وضع طبقة من الحجر الجيري لمقاومة تأثير الأمواج، ليس بالضرورة عند بناء السدود استعمال الإسمنت، مع أنه في الحضارات القديمة تم استخدام الهيدرولوجيا، لكن لم تكن السدود في ذلك الوقت متقنة الصنع، إنّ سوء الصنع في البناء أدى إلى الفشل لم يكن السد مانعًا لتسرب المياه من خلال الهيكل الخارجي للسد.
وعندما تفيض المياه في التلال، يؤدي ذلك إلى تآكل السدود وفشلها وعدم كفاءتها في ذلك الوقت، في الواقع لم يقم المصريون أبدًا بالمحاولة في إجراء تعديلات أخرى في طرق تصنيع السدود، وذلك حتى العصر الحديث، في محاولات من قبل علماء الآثار أدّت لاكتشاف العديد من السدود القديمة بالقرب من الشرق الأوسط، يمكن العثور على بقايا السدود عبر جميع الأنهار الكبيرة في مناطق مختلفة من العالم مثل دجلة والفرات.
أيضًا في نهر الغانج والسند في وادي السند أو نهر اليانغتسي والنهر الأصفر في الصين، ومن بعد إجراء الدراسات توصلوا إلى أنه كانت طرق تصنيع السدود بسيطة وبدائية وذلك سببًا لعدم نجاحها في البناء والتشغيل، مع ظهور تطورات في علم بناء السدود، زادت أحجام السد وأصبحت التصاميم أكثر دقة وتعقيدًا، من أشهر السدود القديمة هي السدود الترابية في بلاد ما بين النهرين حوالي عام 2000 ق.م، حيث كانت سدود ضخمة مانعة لتسرب المياه.
أيضًا كانت تتميز بوجود جدار مركزي، بشكل عام تم العمل قديمًا على بناء سد نمرود الواقع شمال بغداد وذلك خلال نهر دجلة حيث تم استعماله حتى يتم التقليل من خطر حدوث الفيضانات والتصدي لها، توجد أدلة تبين أثر بناءه لأجل تحويل مجرى النهر والمساعدة في ري المحاصيل، تم بناء السد من الخشب، لذلك من الصعب التأكد من الخصائص الدقيقة للسد، حوالي مئة بعد الميلاد، كان الرومانيون هم أول حضارة قامت باستعمال الخرسانة والملاط في بناء السدود الخاصة بهم.
ولأنّ الجسور مشهورة بضخامتها، قام الأشخاص بتصنيع ما يُسمّى السدود المقوسة، حيث أنها تميزت بقوتها ومتانتها وقدرتها على حمل كمية كافية من المياه ومواد بناءه متوافرة، تم بناءه قديمًا حوالي 1280م وذلك خلال الفترة المنغولية وكان يقع سدّ الحجر الجيري بالقرب من مدينة كوام القديمة ويبلغ ارتفاع هذا السد حوالي 85 قدمًا وطوله 180 قدمًا عند التلال، في القرن السابع عشر، كان بناء السدود في إسبانيا متفوقًا على جميع الحضارات الأخرى.
قام شخص يُسمى دون بيدرو بيريز بكتابة كتابًا مشهورًا يشرح فيه طرق تصميم السدود وذلك خلال عام 1736م، وضح فيه أنواع السدود التي بنيت، وهي السدود للفجوات حيث كانت دعاماتها تتكون من صخور صلبة أو سدود واسعة وضحلة، اقترح كتاب دون كيفية تصميم السدود بشكل صحيح وقدم أفكارًا جديدة، مثل السد متعدد الأقواس، كما اقترح دون أنّ السدود متعددة الأقواس ستحتاج إلى دعامات اصطناعية لدعم الأقواس، أدت بشكل غير مباشر إلى اختراع سد الدعامة.
يُعد سد الميندراليخو أحد الأمثلة عليها بحيث يتم من خلاله تخزين المياه الكهرومائية، يعبر سد مير ألوم هو أشهر سدود الدعامة، قام الإسبانيون بتعليم فن بناء السدود إلى أمريكا، لذلك تم استخدام العديد من السدود الداعمة الصغيرة لأغراض الري في كاليفورنيا، كان سد الميشن القديم، الذي تم بناؤه عبر نهر سان دييغو عام 1770م، من أوائل السدود في ولاية كاليفورنيا.
كان ارتفاعه خمسة أقدام فقط وكان يتم صنعه من مواد البناء وقذائف الهاون، لاحقًا وبعد قيام أغلب دول العالم بتصنيع السدود أصبح يتم طرق تصنيعها في وقتنا الحالي باستخدام السدود الخرسانية والصخرية، على مر السنين والتطور في التكنولوجيا تم بناء السدود لأهداف أخرى متوافقة مثل التحكم بشكل أكبر في الفيضانات والملاحة والحفاظ على جودة المياه وتوليد الطاقة الكهرومائية.