قصة اختراع السرير

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في السرير:

السرير: هو قطعة من قطع الأثاث التي تُستخدم كمكان للنوم أو الاسترخاء، تشتمل العديد من الأسرّة على قاعدة زنبركية داخلية، اليوم تتوفر الأسرة بأحجام عديدة، بدءًا من أسرّة الأطفال وأسرّة الكبار، إلى الأسرّة الصغيرة لشخص واحد، إلى أسرّة كبيرة مصممة لشخصين.

توجد أنواع مختلفة للأسرّة، مثل السرير المورفي الذي يمكن طيه وسرير الأريكة الذي يمكن استخدامه كمان للجلوس والنوم عليه أيضًا والسرير بطابقين الذي يوفر مرتبتين بالإضافة إلى سلم للوصول إلى الطبقة العليا، توضع وسادة مصنوعة من مادة ناعمة مبطنة، الفراش هو الجزء القابل للإزالة من السرير، والذي يمكن غسله أو تهويته.

ما هي قصة اختراع السرير؟

أقدم سرير:

في حين أنّ أساسيات إنشاء السرير ظلت كما هي عبر التاريخ، إلا أنّ التصاميم قد تغيرت قليلاً عبر آلاف السنين، تم اكتشاف أقدم سرير معروف في العالم في كوازولو ناتال، جنوب إفريقيا ويعود تاريخه إلى 77000 عام، استخدم الصيادون القدامى في ذلك الوقت عشب البردي لبناء الوسائد والفرش المصنوعة من أوراق عطرية ويبدو أنّها خدمت عدة أغراض.

لم يكتفوا بتبطين أرضية الكهوف الصلبة بهذه المادة العطرية ولكن الأوراق احتوت على مبيد حشري طبيعي، طارد أي حشرات غير مرغوب فيها، حتى يومنا هذا لا يزال الأشخاص الذين يعيشون حول نهر (uThongathi) في جنوب إفريقيا يستخدمون نبات البردي لصنع أسرّتهم، في الأساس كان يتكون من طبقات من المواد النباتية تم تجميعها في حصائر، والتي يتم حرقها بشكل دوري، ربما للقضاء على الآفات، كان سُمك السرير حوالي 12 بوصة و22 قدمًا مربعًا.

نشأة السرير في الحضارات المختلفة:

بالنسبة إلى البدو الرحل في عصور ما قبل التاريخ، كانت الحياة أثناء التنقل تعني قضاء الليالي عمومًا على كومة من الأوراق أو العشب المكدس على الأرض، في كهف هيندز في جنوب غرب تكساس، يتكهن الباحثون بأنّ العديد من مجموعات الصيادين الذين استخدموا المكان لفرش العشب على الأرض وكانوا يعتبرونه كسرير أو المكان المخصص للنوم عليه وأخذ القليل من الراحة.

تم العثور على الأسرة في قرية شمال اسكتلندا والتي كانت عبارةً عن صناديق مرتفعة مصنوعة من الحجر ومن المحتمل أن تكون مغطاة بحشوات من الصوف، يرجع تاريخها إلى ما بين 3200 قبل الميلاد و 2200 قبل الميلاد، في مصر القديمة (حوالي 3000 قبل الميلاد إلى 1000 قبل الميلاد) وإلى جانب اختراعاتهم وتقنياتهم، بما في ذلك اللغة المكتوبة والتقدم في الهندسة ومكياج العيون ومعجون الأسنان وغيرها العديد.

قام المصريون أيضًا بصنع السرير، أدّى ذلك إلى إبقاء النائم بعيدًا عن الأرض الباردة وجعل من الصعب أيضًا على القوارض أو الحشرات أو الثعابين الزحف فوق السرير، عامة الشعب كانوا ينامون على سرير كان مصنوعًا من الخشب العادي، أمّا أصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة كانت أسرتهم ترّصع بالذهب والمجوهرات والوسائد كانت مصنوعة من الصوف، أضافت دعامة الرأس الحجرية أو الخشبية مزيدًا من الراحة.

في نفس الوقت تقريبًا (حوالي 3000 قبل الميلاد) بدأ الفرس في استخدام جلود الماعز وكان من الشائع تركها في النهار تحت أشعة الشمس، وكانوا ينامون عليها، ربما كان الرومان هم الأكثر شهرة بأسرّتهم، ولم يكونوا مقيدين بأسرة النوم فقط، كان لديهم أسرّة مخصصة للأكل وأسرّة مخصصة للدراسة وأسرّة يتم تصنيعها للموتى، كان المواطنون الأثرياء في روما القديمة (حوالي 1000 قبل الميلاد إلى 476 م)، ينامون على أسرة مرتفعة مصنوعة من المعدن مع دعامات معدنية.

كان لدى الأشخاص الأقل ثراء أسرّة مماثلة مصنوعة من الخشب ووسائد من الصوف، مع ذلك إذا كنت فقيرًا فلا يزال عليك الاكتفاء ببساط على الأرض، والذي كان شائعًا في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، مثل المصريين، كانت معظم الأسرة محشوة بأشياء مثل القش أو أوراق الشجر ومع ذلك بدأ الأغنياء في استخدام الريش داخل فراشهم، في العصور الوسطى (حوالي القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر) كانت أسرة الأثرياء غالبًا ما تكون مغطاة بأربعة أعمدة مع ستائر مزخرفة وزخارف ذهبية مرصعة بالجواهر.

عادةً ما تكون أسرة الأثرياء مصنوعة من الخشب الثقيل وقد تم رفعها عن الأرض وأحيانًا تكون مرتفعة جدًا لدرجة أنّ هناك حاجة إلى كرسي متدرج للوصول إليها، تم إنشاء أسرة مغطاة بأربعة أعمدة خلال هذا الوقت، حيث تم تعليقها بستائر مخملية ثقيلة، كانت الوسائد محشوة بالريش وكانت الشراشف مصنوعةً من الكتان الناعم، كانت هذه الأسرة باهظة الثمن، حتى أنّه أصبح من الشائع للمالكين أو الأثرياء البقاء في الفراش لاستقبال الزوار وتناول وجبات الطعام وممارسة الأعمال التجارية.

الفقراء في العصور الوسطى، كانوا ينامون على كيس محشوٍ من القش على الأرض، عادةً ما تكون أسرة النوم في عصر النهضة في الطابق العلوي من المنزل، بالنسبة للأثرياء ظلت حجرة النوم مكانًا شهيرًا لاستقبال الزوار ومتابعة الأعمال، في القرن الثاني عشر صُنعت المفارش من الخشب المزين، استخدموا أيضًا أسرة قابلة للطي، والتي كانت تستخدم كأرائك في النهار وكانت بها وسائد مغطاة بالحرير، في الليل تُفرش ملاءة من الكتان وتوضع الوسائد، بينما تُستخدم الجلود المغطاة بالحرير كبطانيات.

تُظهر المخطوطات الكارولنجية دعامات معدنية، واستمر هذا الشكل في الاستخدام حتى القرن الثالث عشر في فرنسا، حيث تمت إضافة العديد من الوسائد لرفع الجسم إلى وضع مائل، بحلول الستينيات، كانت الوسائد تُصنع غالبًا من الإسفنج بدلاً من القطن أو الصوف، في الفترة التي سبقت القرن الثامن عشر، أصبحت الأسرة أكثر بساطة في التصميم، حلت الوسائد المحشوة بالقطن الآن محل الريش، المعروف أيضًا باسم الزغب أو التبن، خلال القرن الثامن عشر، أصبحت الأسرة أبسط من حيث الطراز.

على الرغم من أنّها لا تزال محاطة في كثير من الأحيان بستائر ثقيلة، بينما كانت الأسرة لا تزال تُصنع عادةً من الخشب، بدأت هياكل الأسرّة المعدنية تصبح شائعة أيضًا، مع ذلك كان أحد أكبر التغييرات خلال القرن الثامن عشر هو أن مفهوم غرفة النوم كمساحة خاصة للنوم أصبح راسخًا بقوة في جميع طبقات المجتمع، لم يعد الملوك أو الأثرياء يستقبلون الزوار في غرف نومهم، ولم يعد من المعتاد أن ينام الخدم على أرضية غرفة النوم.

خلال القرن التاسع عشر، أصبحت أسرة النوم  أشبه بالأسرة التي ننام عليها في وقتنا الحاضر، كان أحد التطورات المذهلة للسرير خلال هذا الوقت هو اختراع الزنبركات المعدنية هذه أعطت مزيدًا من الدعم والثبات للفراش إلا أنّها كانت مزعجة أيضًا، كان القرن العشرين وقتًا مزدحمًا بابتكارات الأسرة، تم اختراع سرير مورفي واكتسب شعبيته خلال هذه الحقبة.


شارك المقالة: