قصة اختراع الشواية

كيف كانت الحضارات القديمة تشوي الطعام؟

منذ ظهور مفهوم طهي الطعام، ظهرت العديد من الطرق المختلفة لتحضير الطعام وطهيه ثم شويه، كل هذه الأساليب المختلفة يمكن أن تخلق تجارب تذوق مختلفة، ممّا يجعل الإضافات أكثر تنوعًا، إحدى الطرق الشائعة للطهي هي استخدام الشواية، يمكن إرجاع بداية الشواء إلى القرن السابع عشر إلى قبيلة الأراواك في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، استخدم هؤلاء الأشخاص العصي لإشعال النار ووضع اللحم عليها، أطلقوا على هذه الطريقة في طهي (Barbacoa).

تم تبني هذه الفكرة من قبل غزاة من إسبانيا والذين طوروها حتى القرن الثامن عشر عندما تبنى الناس في جنوب شرق أمريكا الفكرة، تم ذكر هذه الطريقة أيضًا من قبل كريستوفر كولومبوس في عام 1492م عندما وصل إلى تاينو، في جزيرة هيسبانيولا (الآن جمهورية الدومينيكان وهايتي)، حيث وجد أنّهم يطبخون اللحوم على إطار من العصي على النار ويطلقون عليها اسم بارباكيو.

بعض الحضارات كانت تقوم بالشواء عن طريق حرق الفحم في مقلاة ضحلة من الصفائح المعدنية على أرجل رفيعة، لم توفر تلك الطريقة تحكم في عملية الطهي، لذلك غالبًا ما كان الطعام يحرق ويكون غير مطهو جيدًا من الداخل، ومُغطى برماد الفحم المحترق، بعد ابتكار الشواية بجهود العديد من المخترعين جعلت آلية الشواء أكثر شيوعًا واكثر استخدامًا.

ما هي قصة اختراع الشواية؟

لطالما كانت الشوايات واستخدامها أمرًا مهمًا في في البلدان في جميع أنحاء العالم، في عام 1897م، كان (Ellsworth B. A. Zwoyer) أول من حصل على براءة اختراع لتصميم قوالب الفحم واستخدمها في الشواية البدائية، على الرغم من تبني فكرته إلى حد ما من قبل شركة (Kingsford)، تم إنشاء هذه الشركة من قبل هنري فورد واستخدمت قصاصات الخشب لصنع الفحم واستعماله في الشواء، كانت قوالب الفحم النباتي عنصرًا أساسيًا في الشواء لسنوات عديدة.

التغيير التالي لم يأت حتى أضاف رجل اسمه بيل بيست مواقد من السيراميك باستخدام الأشعة تحت الحمراء لطهي الطعام وشويه مباشرة، هذا هو التصميم الشائع الاستخدام في المطاعم لقدرته على طهي الطعام بشكل متساوٍ، الشواء باستخدام الأشعة تحت الحمراء كانت أسلوب مبتكر من نوعه، ممّا يحافظ على اللحم طريًا ولذيذًا، بدأ كل شيء في تاريخ الشواء في الواقع مع جورج ستيفن في عام 1952م وهو عامل في (Weber Metal) يعمل في لحام العوامات.

جهود ستيفن في تصميم الشواية:

أخذ جورج على عاتقه أن يبتكر تصميمه الخاص لنظام للشوي بشكل مبتكر، كان لدى ستيفن فكرة استخدام قاع العوامة كقاعدة لشواية الطهي والنصف العلوي كغطاء ثم أضاف مقبضًا بثلاث أرجل وأخذ جهازه إلى المنزل لاختباره ومع ذلك فإنّ هذا النموذج الأولي المبكر لم يعمل بالشكل الذي كان يخطط له، حاول قدر المستطاع لم يستطع إبقاء النار مشتعلة لمدة تزيد عن بضع دقائق، بعد فترات طويلة من التفكير توصل جورج إلى الفكرة بناءً على نصيحة من أحد الجيران.

كانت الفكرة حفر بعض الثقوب في النصف العلوي للسماح بدخول الأكسجين، اشتعلت النيران داخل الشواية وبشكل آمن وهذا الإعداد سمح له بالتحكم بنجاح في درجة حرارة النار داخل الشواية، مشواة ويبر الحديثة اليوم ليست بعيدة عن إعادة التصميم الأصلية في عام 1956م وهي بالتأكيد واحدة من أكثر مشاوي الشواء شعبية في العالم، بيع الطراز الأساسي بأقل من 100 دولار، انطلق ستيفن وعرض اختراعه الجديد من مدينة إلى أخرى وبنى سمعته قبل الدخول في العمل.

على الرغم من أنّ منتجه يكلف أكثر بكثير من تكلفة الشواية إلّا أنّ التصميم الفريد لشوايته جعلها تحظى بشعبية كبيرة، وظف جورج اثني عشر رجلاً أنتجوا حوالي 15000 وحدة في ذلك العام، نمت المبيعات ببطء، تمكن ويبر من تثبيت قبضة حديدية على السوق بسرعة كبيرة حيث حقق أكثر من عشرين مليون دولار في السبعينيات، بعد نجاحه الهائل، استحوذ ستيفن على شركة (Weber Brothers Metal Works) في عام 1959م وغير اسمها إلى (Weber-Stephen Products Co).

في عام 1989م، افتتحت الشركة التي يرأسها الآن ستيفن أول مطعم (Weber Grill) حيث تم استخدام شواية (Weber) التقليدية، إلى اليوم توجد مطاعم (Weber Grill) في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتقدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطعمة باستخدام الشوايات الخاصة بابتكاره، كما أصبحت شواية (Weber) اسمًا مألوفًا في العديد من البلدان.

استحداث شوايات حديثة ومبتكرة:

بعد أكثر من 30 عامًا، قدم المخترع ويبر مشواة الغاز (Genesis) المبتكرة مع نظام طهي ثوري جديد، على عكس الشوايات في ذلك الوقت، استخدم (Genesis) نظامًا بارعًا من القضبان المعدنية لتوزيع الحرارة وقنوات التقطير، تم اختراع شواية الغاز المحمولة في عام 1954م من قبل دون ماكجلولين، مالك شركة (Chicago Combustion Corporation) تحتوي غالبية مشاوي الغاز الحديثة على تصميم وحدة الشواية.

كما كانت متصلة بإطار بعجلات يحمل خزان الوقود، يمكن أن يدعم الإطار ذو العجلات الوحدات الجانبية والميزات الأخرى، عام 2004م تم بناء أكبر شواية في العالم، يبلغ ارتفاعها 15 قدمًا 3.75 بوصة وعرضها 20 قدمًا 2.25 بوصة وعمقها 8 أقدام، في عام 2012م، تم إطلاق الشواية الحديثة الفلندية (City Boy Picnic)، عندما أصبح الناس أكثر وعيًا بالصحة، جاء اختراع شواية جورج فورمان المعروفة بتقليل الدهون، وكانت المبيعات بالملايين ولاقت قبولًا واسعًا.