بالعودة إلى الفترة التي سبقت وجود أفران الغاز أو الكهرباء وقبل أن يكون لدى الجميع فرنهم، في ذلك الوقت كان هناك أفران جماعية يستخدمها الجميع، وأحيانًا يتم ذلك مقابل نوع من الدفع، وكان هناك أيضًا خبازين يمكنك إحضار خبزك لهم، ثم يقوموا بخبزه وتجهيزه لك، قد يكون لدى الأُسر الأكثر ثراءً أفران خاصة بها، في حين أنّ العائلات الأكثر فقراً ستذهب إلى الأفران المشتركة، تعتمد طريقة عمل ذلك على المنطقة والبلد، ولكن تم العثور على دليل بأنّ الناس استخدموا الأفران بالفعل منذ آلاف السنين.
الفرن يجعل الحياة أسهل، ومع ذلك قد تتفاجأ عندما تعلم أنّه لا يوجد لدى الكثير من الناس فرن في المنزل، يعتقد الكثير من الناس أنّ الفرن يقوم بوظيفة واحدة فقط وهي الخبز، لكن الأفران لديها القدرة على القيام بأكثر من ذلك بكثير، مثل الطبخ أو الخبز أو التحميص، يمكنك غسل أطباق أقل، حيث تضع كل شيء في طبق واحد وتنتظر حتى تنضج وجبتك، بذلك يُمكنك الفرن من إنجاز الأمور بسهولة، الأفران هي بالتأكيد أدوات وآليات فريدة، يمكن صنع جميع أنواع الأطعمة في الأفران وستدوم لفترة طويلة جدًا، والصيانة الوحيدة هي القليل من التنظيف من حين لآخر.
قصة اختراع الفرن
تطور الفرن كما هو معروف اليوم كثيرًا بمرور الوقت، تم العثور على الأفران الأولى في وسط أوروبا ويعود تاريخها إلى 29000 قبل الميلاد، كانت هذه “الأفران” في الواقع أشبه بحُفر يضع فيها الإنسان القديم الطعام، غالبًا ما يكون ملفوفًا في أوراق الشجر ومغطى بالأرض ويُعرف أكثر باسم المواقد، كانت الأفران التي استخدمها قدماء المصريين والرومان والإغريق واليهود تصنع عادةً من الحجر أو الطوب، خلال العصور الوسطى، استخدم الأوروبيون المواقد والمراجل المشابهة للفرن الهولندي، ولكن بعد ذلك تطور الفرن بشكل كبير، وتم اختراع أفران الخشب والحديد والفحم والغاز والكهرباء، ولكل منها غرض مختلف.
لطالما كان الطعام المطبوخ جزءًا من حضارتنا لآلاف السنين، في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والإمبراطورية الرومانية، تم استخدام حرائق الخشب في سياج حجري لشواء اللحوم وخَبز الخُبز، كان هذا هو المنطلق الأساسي للفرن، حيث أنّه يوفر مصدر حرارة مختلفًا للطهي مقارنة بنار الهواء الطلق المستخدم لتسخين المياه وصنع الحساء، على الرغم من وجود بعض التطورات الرائعة على مر القرون، إلّا أنّ هذا المفهوم الأساسي للفرن الأصلي بقي هكذا، في حين تم استخدام الحرائق المفتوحة لآلاف السنين ليس فقط للتدفئة ولكن لطهي الطعام، كانت طريقة الطهي هذه تحديًا.
أول فرن رسمي في التاريخ
تم بناء أول فرن رسمي في التاريخ المسجل عام 1490 كان في فرنسا ومصنوع من الطوب والبلاط، على الرغم من احتمال وجود أفران أخرى قبل هذا التاريخ، إلّا أنّ الفرن الفرنسي هو أول فرن تم تسجيله، في السنوات الماضية كانت الأفران غالبًا عبارة عن إنشاءات كبيرة من الطوب أو الطين، كانت الإنشاءات جيدة جدًا في الاحتفاظ بالحرارة بالداخل وكانت معزولة جيدًا، تم تسخين الفرن الكبير المعزول جيدًا بالخشب، ثم بالفحم لاحقًا، وهذا يقلل من الوقود المطلوب بالطبع، مثلًا، تخيل أنّك تحاول تحضير واحدة من وجباتك البسيطة خلال أيام الأسبوع على نار مكشوفة أو في مرجل معدني لقد تغير هذا مع تطور الفرن.
يمكن أن ترتفع درجات الحرارة عن 400 درجة مئوية أثناء الاحتراق، ويمكن صنع الخبز المسطح في هذه الأفران بسرعة نسبية، حيثُ توضع العجينة الرقيقة على الحائط الساخن وتنضج في غضون بضع دقائق، ومع ذلك فإنّ الخبز الكبير والفطائر والمعجنات تتطلب بعض مهارات التحكم في درجة الحرارة، عندما وصل المستوطنون الأوروبيون الأوائل إلى أمريكا الحديثة، تم تحديث المواقد الحجرية التقليدية قليلاً، بدأت ربات البيوت في فترة الاستعمار في الطهي على أفران الطوب جيدة التهوية لإطعام أسرهم، بالطبع لا تزال هذه الأنواع من الأفران (أفران الطوب)، تفتقر إلى وسائل الراحة الحديثة التي نأخذها كأمر مسلّم به.
تطور صناعة الفرن
وفقًا لكتب التاريخ، يُنسب إلى الكونت رومفورد الإنجليزي أهم مساهمة في تطوير الفرن في القرن الثامن عشر، قام الكونت رومفورد بإدخال تحسينات على موقد كاسترول أو موقد الطهي الذي اخترعه فرانسوا كوفيليس في عام 1735، كان هذا الموقد يعتبر ثوريًا في ذلك الوقت، حيث ساعد على احتواء الدخان من النار في الفرن، طور كونت رومفورد موقدًا حديديًا يمكنه تسخين أواني متعددة ويمكن تعديله لطهي كل وعاء على درجة حرارة مختلفة، كانت هذه أولى علامات المواقد والأفران الحديثة التي نستخدمها اليوم، اتخذ زاكاوس وينزلر هذا الابتكار خطوة أخرى إلى الأمام حيث استخدم الغاز بدلاً من حرائق الخشب للتدفئة والطهي.
طور “James Sharp” نظامًا محتويًا يعتمد على هذا الفرن اليدوي، وكان أول طراز فرن يعمل بالغاز معروضًا للبيع في عام 1834 بعد مرور 60 عامًا تقريبًا، حصل “William Hadaway” على أول براءة اختراع لفرن كهربائي، كما صمم السيد هاداواي أول محمصة خبز من ويستنجهاوس، على الرغم من اختراع الأفران الكهربائية في عام 1896، إلّا أنّها لم تستخدم على نطاق واسع في المنازل حتى تحسن التطبيق العملي للكهرباء في أواخر عشرينيات القرن الماضي، اليوم تم استخدام هذه التقنية إلى أبعد من ذلك مع الفولاذ المقاوم للصدأ، والأفران ذات الجدران المزدوجة، والنطاقات الكهربائية، وحتى أفران الميكروويف.
على الرغم من أنّها ربما لم تكن جزءًا من مطابخ أجدادنا، فقد تم اختراع الموجات الدقيقة في الأربعينيات من القرن الماضي عندما اكتشف بيرسي سبنسر، وهو مهندس من شركة رايثيون، صفات تسخين شعاع الميكروويف أثناء مشروع بحثي عن الرادار، وهذا يعني أنّ لدينا الآن العشرات من خيارات الطهي لمطابخنا لتحضير وجباتنا، لذلك ليست هناك حاجة للجوء إلى طهي العشاء على النار.
التسلسل الزمني لصناعة الفرن
أفران ما قبل 1700 إلى نهاية القرن الثامن عشر
أفران ما قبل 1700، من الواضح أنّ الناس كانوا يطهون الطعام باستخدام نفس مبادئ الطهي مثل الفرن الحديث إلى الأبد، من حفر التحميص إلى المراجل إلى الهياكل الشبيهة بالفرن الترابي، كان شكل من أشكال الفرن موجودًا إلى الأبد ومن المثير للاهتمام، وربما بشكل مناسب أنّ فرنسا كانت موطنًا لأول سجل تاريخي مكتوب لفرن يجري بناؤه باستخدام الطوب والبلاط، حوالي عام 1728، بدأ تصنيع أفران الحديد الزهر بكميات كبيرة، كانت تسمّى هذه الأفران الأولى ذات التصميم الألماني مواقد خمسة أطباق، في عام 1800، اخترع الكونت رومفورد موقد مطبخ حديدي عامل يسمّى موقد رومفورد الذي تم تصميمه لمطابخ العمل الكبيرة جدًا.
كان لدى (Rumford) مصدر حريق واحد يمكنه تسخين العديد من أواني الطهي، يمكن أيضًا تنظيم مستوى التسخين لكل وعاء على حدة، ومع ذلك كان موقد (Rumford) كبيرًا جدًا بالنسبة للمطبخ العادي وكان على المخترعين مواصلة تحسين تصاميمهم، يُعد موقد ستيوارت الحديدي أحد تصميمات الحديد الزهر الناجحة والمضغوطة، والحاصل على براءة اختراع في عام 1834، استمرت مواقد الحديد الزهر في التطور، مع إضافة شبكات حديدية إلى فتحات الطهي، وإضافة المداخن وأنابيب المداخن المتصلة.
اخترع المهندس المعماري البافاري فرانسوا دي كوفيليس أول فرن مغلق مسجل يسمّى موقد كاسترول، المعروف أيضًا باسم موقد الطبخ، كانت الطبيعة المغلقة للفرن بمثابة ابتكار حيث احتوى على الدخان داخل الفرن، وهو ما لم يحدث من قبل، قرب نهاية القرن الثامن عشر الميلادي اخترع بنيامين طومسون المعروف أيضًا باسم الكونت رومفورد موقدًا حديديًا يسمح للمستخدم بضبط درجة حرارة المواقد الفردية؛ كان ابتكار ضخم في ذلك الوقت، وخطوة مهمة نحو مواقدنا الحديثة.
الأفران منذ 1890 إلى القرن العشرين
حصل جيمس شارب على براءة اختراع أول فرن غاز، لكن أفران الغاز لم تكن من الأجهزة المنزلية الشائعة حتى عشرينيات القرن الماضي، كانت الأفران الكهربائية متاحة في وقت مبكر من تسعينيات القرن التاسع عشر، ومع ذلك في ذلك الوقت كانت التكنولوجيا وتوزيع الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه الأجهزة الكهربائية المبكرة لا تزال بحاجة إلى تحسينات، كان توماس أهيرن وشريكه التجاري “وارني سوبر” يمتلكان شركة (Chaudiere Electric Light (and Power Company في أوتاوا، ومع ذلك تم تشغيل فرن “Ahearn” فقط في عام 1892، في فندق (Windsor) وهو أول فرن كهربائي.
في 30 يونيو 1896، حصل ويليام هاداواي على أول براءة اختراع لفرن كهربائي، في عام 1910، واصل ويليام هاداواي تصميم أول محمصة من إنتاج شركة (Westinghouse)، كان أحد التحسينات الرئيسية في الأفران الكهربائية هو اختراع ملفات تسخين المقاوم، وهو تصميم مألوف في الأفران شوهد أيضًا في ألواح التسخين، من المؤكد أنّ القرن العشرين يجب أن يرتبط بتطوير أكثر أجهزة الطهي ملاءمةً، مثل الميكروويف، كان هناك مهندس يُدعى بيرسي ليبارون سبنسر يبحث عن المغنطرونات المنتجة للميكروويف عندما اكتشف أنّ أفران الميكروويف يمكنها طهي الطعام بشكل أسرع من تطبيق الحرارة.
تم إنتاج أول فرن ميكروويف تجاري في عام 1954، ولكن نظرًا لارتفاع السعر وما يرتبط به من مخاوف من الإشعاع، فقد استغرق الميكروويف عدة سنوات أخرى ليصبح شائعًا، في الوقت الحاضر يمكننا الاختيار من بين مجموعة كبيرة من الأفران، من الغاز إلى الكهرباء، وحتى الحطب إذا كان لديك المال، أفران الميكروويف والمواقد الكهربائية سريعة التسخين تبدو كماليات ضخمة مقارنةً بالأفران القديمة، لكنها توفر الوقت والجهد.