قصة اختراع القنوات المائية

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع القنوات المائية؟

اشتهر الرومانيون باختراعاتهم وابتكاراتهم في مختلف العصور القديمة، من تلك الابتكارات العظيمة والجهود التي تميزوا بابتكارها والتي إلى الآن ينسب الفضل بابتكارها لهم والتي استفادت منها العديد من الحضارات هي القنوات المائية، التي من خلالها يتم تجميع الماء والحصول عليه، كانت قنوات المياه تقوم بنقل الماء من منطقة معينة إلى مكان آخر، مما يحقق إمدادًا منتظمًا لكميات كافية من المياه، ويتم من خلالها ري المحاصيل الغذائية، ابتكرت لأول مرة في عام 312 ق.م.

بدايةً كان الرومانيون يقومون بالحصول على المياه من الأنهار والينابيع وكان هذا الأمر بالطبع أمرًا شاقًا، كما أنّ تلك المياه تتعرض للتلوث بكثرة وقد تسبب الكثير من الأمراض، فكانوا بأمس الحاجة للعثور على مصدر آخر للحصول على المياه، قام الرومانيون باستغلال وجود فكرة الينابيع لبناء قنوات ضخمة بحيث يكونوا قادرين على نقل المياه وجلبها للمواطنين ليستفيد منها كافة المواطنين.

قاموا بالعديد من التجارب وبذلوا الكثير من الجهد ومن خلال استفادتهم من تجاربهم السابقة وبالنهاية تمكنوا في بناء نظام هياكل أو أنابيب أو أنفاق أو خنادق يتم استخدامها لتوصيل مجرى مائي من مصدرها إلى نقطة التوزيع الأساسية،  كان هذا الشكل الأولي للقنوات المائية وتم بناءها في جميع أنحاء الإمبراطورية، بالتالي ساعدت القنوات بتزويد المدن والأراضي الزراعية بالمياه، كانت مهمة بشكل أساسي لتطوير المناطق ذات الوصول المباشر المحدود إلى مصادر المياه.

كما ساعدت بالحصول على مياه نظيفة خالية من الملوثات، في الواقع على الرغم من أن الرومان يعتبرون المبتكرون الأساسيون لها إلا أنه وجدت أدلة على استعمالها في بلاد فارس القديمة والهند ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط قبل مئات السنين.

تاريخ القنوات المائية واستعمالها في الحضارات القديمة:

استخدمت الحضارات القديمة أنفاق تم وضعها في سفوح التلال التي جلبت المياه للري إلى السهول، تم بناءها بشكل يشبه إلى حد ما الهيكل الروماني، حيث كانت هياكل ضخمة بين الجبال والوديان، بنى الآشوريون قنوات مائية حوالي عام 691 قبل الميلاد لجلب المياه العذبة إلى مدينة نينوى، أيضًا وجدت أدلة على إنشاء قنوات المياه من البلاط الطيني، وجدت أدلة تعود إلى الحضارة المينوية في جزيرة كريت لاستعمال قنوات مائية في أوائل الألفية الثانية ق.م ومن بلاد ما بين النهرين.

عندما سقطت الدولة الرومانية لم يعد سكان المدينة يقومون باستخدامها ولجؤوا إلى استخدام الآبار، ونادرًا ما يتم استخدامها، لكن لا يزال اعتبار ابتكارهم لها إنجازًا هندسيًا كبيرًا، حيث بلغ إجمالي عدد القنوات إحدى عشر، بعضها لا تزال قيد الاستخدام، كانت القنوات المائية مصنوعة من الحجر وأنابيب التيراكوتا وأيضًا تم استخدام الخشب والجلد والرصاص والبرونز.

وبسبب حدوث الثورة الصناعية التي كان بها العديد من الاختراعات والابتكارات الحديثة والعديد من الطرق للحصول على الماء، أصبح نادرًا ما يتم إنشاء واستعمال القنوات المائية، لكن بعد فترة زمانية قصيرة عادت الحاجة إلى استخدام قنوات المياه مرة أخرى، بالنسبة لمعظم العصور الوسطى لم يتم استخدام القنوات المائية، في أوروبا الغربية كان الناس يحصلون على المياه من الآبار والأنهار المحلية، نشأت أنظمة متواضعة حول الأديرة.

بحلول القرن الرابع عشر استخدمت الحضارات القديمة نظامًا يستخدم صهريج تجميع كبير واحدًا يتم ضخ المياه منه، وذلك كان باستخدام عجلة مع دلاء على سلسلة، عبر قنوات تحت الأرض إلى المواقع العامة، تضمنت التطورات الرئيسية في القنوات منذ عصر النهضة صقل المضخات ومواد الأنابيب، بحلول أواخر القرن السادس عشر، كان لدى لندن نظام يستخدم خمس مضخات ذات عجلة مائية مثبتة أسفل جسر لندن لتزويد المدينة.

أهم الابتكارات الرئيسية في تعديل صناعة القنوات كانت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بالرغم من التقنيات الحديثة التي تم استعمالها فيها، كانت القنوات القديمة أتقن صنعًا من حيث الجودة وكمية المياه التي يمكن أن تحملها، أدى إدخال مضخات البخار تحسين كبير في الحصول على المياه، من ضمن الدول التي بقيت تقوم باستخدامها الولايات المتحدة خاصةً عندما قامت بتشكيل مدنها الرئيسية كنيويورك ولوس أنجلوس.

في الواقع يعد نظام قنوات المياه في ولاية كاليفورنيا الأطول في العالم، حيث تصدر أكثر من 2.5 مليار لتر من الماء يوميًا. لقد كان تاريخ إنشاء وابتكار قنوات المياه تاريخًا طويلًا للغاية منذ أن قام ببنائها الرومانيون، يأمل بعض العلماء أن يتم إضافة تعديلات عليها واستخدامها في المستقبل.


شارك المقالة: