القوس والنشاب:
نظرًا لغياب التكنولوجيا في القدم تم استخدام الأدوات البسيطة في مقاتلة الأعداء ولمواجهة العدو، بعد ابتكار التقنيات لم يتم استخدام الأدوات البدائية نظرًا لوجود الأسلحة المتنوعة، من بين تلك الأدوات القديمة كانت القوس والنشاب، على مر القرون تطورت صناعة القوس والنشاب، كانا سلاحًا رائدًا في العصور الوسطى، هما عبارة عن قوس قصير مثبت بشكل عرضي على النشاب مصنوع من الخشب.
كانا إنجازًا تقنيًا مهمًا، كانت الميزة العظيمة لهما هي أنه لم تكن هناك حاجة إلى قوة معينة لممارستها بفعالية، بالإضافة إلى قوتهما تم إثبات مزاياهما بعد استخدامهما طوال السنين من عدة بلدان، في العصر الحديث لم يتم استعمالهما في القتال وأصبح يتم استعمالهما من قبل الرياضيين للاصطياد.
ما هي قصة اختراع القوس والنشاب؟
إنّ الأدوات البسيطة التي ابتكرت قديمًا بالرغم من بساطتها إلّا أنّها أحدثت ثورة في الحرب، بداية من المنجنيق إلى رمي الحجارة والسهام والرماح وكل من تلك الأدوات لكن في الواقع كان أكثرها دقة هما القوس والنشاب، الذي انتشر استعمالهما في آسيا عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا بحلول فترة القرون الوسطى، من المحتمل أنّ بداية ابتكار كل من القوس والنشاب كان إمّا في إحدى ولايات الصين المبكرة أو في المناطق المجاورة في آسيا الوسطى، في وقت ما قبل 400 قبل الميلاد.
ليس من الواضح بالضبط من هو المخترع الرئيسي لذلك الابتكار القيم، تشير الأدلة بأنه خلال العصور الوسطى تم إطلاق العديد من الأسماء المتنوعة المشتقة من كلمة (ballista) على كل من القوس والنشاب، وجدت العديد من الأدلة على اختراع القوس والنشاب في وقت مبكر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، توجد أدلة أيضًا على أنّه تم ذكرهما في نص يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
يظن علماء الآثار الصينيين بأنه ربما تم اختراعهما في وقت يعود لعام 2000 ق. م، وذلك بناءً على القطع الأثرية التي وجدت من العظام والحجر والصدف التي يظن المؤرخون بأنه قد صنع منهم القوس والنشاب، تم العثور على أول أقواس يدوية معروفة مع مشغلات برونزية في قبر في تشوفو، في الصين.
تم العثور على أدلة تعود لهما في قبر في ساوباتانغ بمقاطعة هونان من منتصف القرن الرابع قبل الميلاد وذكرت الأدلة بأنّهما كانا مصنوعان من البرونز، تم العثور على مقبرة أخرى تعود للقرن الرابع قبل الميلاد في كينيازوي بمقاطعة هوبى، وجد بها آثار لبقايا القوس والنشاب، عزت المصادر التقليدية على أنّ الأقواس تعود لفترة الممالك الثلاث من قبل المستشار العسكري الصيني (Zhuge Liang).
لكن اكتشافات أخرى تثبت أنّ (Liang) لم يكن المخترع الأصلي، ومع ذلك يبدو أنه من المحتمل أنه تحسنت صناعتها بشكل كبير في التصميم على وقته، يمكن للأقواس المستعرضة إطلاق ما يصل إلى 10 مسامير في 15 ثانية قبل إعادة تحميلها، كانت الأقواس المستعرضة القياسية راسخة على نطاق واسع بحلول القرن الثاني الميلادي، استخدمت العديد من الشعوب البدوية، في سهول آسيا الوسطى أقواسًا مركبة بمهارة كبيرة.
في الواقع تسبب استعمال القوس والنشاب في تحسن هائل في صناعة أسلحة القذيفة، لأنّ الشخص الذي يقوم برمي السهام يحتاج لفترة كبيرة من التدريب للتدرب على تعزيز القوة البدنية والخبرة من أجل تشغيل القوس بأي درجة الدقة والكفاءة، كان القوس والنشاب بسيطًا ورخيصًا بما يكفي لاستخدامه من قبل الجنود، عمليًا يمكن لأي دولة أن تدخل مجال أسلحة المقذوفات باستخدام القوس والنشاب.
قام ملك كوريا سيجونج من أسرة جوسون بتقديم كل من القوس والنشاب لجيشه لاستعمالهما في القتال، واصلت القوات الصينية استخدام السلاح خلال أواخر عهد أسرة تشينغ، بما في ذلك الحرب الصينية اليابانية، لسوء الحظ لم تكن الأقواس والنشابية مناسبة للأسلحة اليابانية الحديثة، وخسرت تشينغ تشاينا تلك الحرب حيث كان آخر صراع عالمي كبير يظهر فيه الأقواس والنشاب، ظهر في اليونان قوس ونشاب مركب مع طرف مصنوع من الخشب والقرن والأوتار.
احتفظ القائد الروماني أريان على إطلاق بعض الأسلحة الميكانيكية المحمولة، يعتقد على نطاق كبير أنّ هذه الأسلحة كانت مشابهة للقوس والنشاب، وقد أبدا استعمالهما أمرًا مهمًا في الشؤون العسكرية، تم استخدام الأقواس اليدوية في أوروبا، لا تزال إنجلترا تستخدم الأقواس الطويلة، بعد مرور فترة من الزمن تلاشى استعمالهما في القتال.
حتى اليوم في العديد من البلدان مثل الصين والبرازيل واليونان والهند وبيرو وصربيا والاتحاد السوفيتي وتركيا والولايات المتحدة، يتم استعمال كل من القوس والنشاب من أجل المتعة والترفيه وفي الاصطياد لكن ليس في القتال وذلك بسبب الأسلحة المتطورة.