قصة اختراع المقص

اقرأ في هذا المقال


مقدمة عامة في المقص

المقص: هو عبارة عن أداة قطع تتكون من زوج من الشفرات المعدنية المتقابلة، والتي تلتقي وتقطع عندما يتم تجميع المقابض الموجودة في نهاياتها، يشير مصطلح المقصات أحيانًا إلى مقص كبير الحجم، الأدوات الحديثة من نوعين: الشفرات المحورية الأكثر شيوعًا لها وصلة برشام أو لولب بين نهايات القطع ونهايات المقبض، والمقصات الزنبركية تحتوي على وصلة زنبركية على شكل حرف (C) في نهايات المقبض، ربما يعود تاريخ المقص إلى العصر البرونزي وكان شائع الاستخدام في أوروبا حتى نهاية العصور الوسطى، تم استخدام المقصات المحورية من البرونز والحديد في روما القديمة وفي الصينواليابان وكوريا.

يعود تاريخ استخدامها المحلي في أوروبا إلى القرن السادس عشر، ولكن ليس حتى عام 1761م، عندما استخدم روبرت هينشليف من شيفيلد المهندس الفولاذ المصبوب لأول مرة في تصنيعها، وبدأ الإنتاج على نطاق واسع، في القرن التاسع عشر، تم إنتاج الكثير من الأعمال المزورة يدويًا بمقابض مزخرفة بشكل متقن، بحلول نهاية القرن التاسع عشر، تم تبسيط الأنماط لأساليب الإنتاج الميكانيكية، حيثُ تم تصميم الشفرتين للالتواء أو الانحناء قليلاً تجاه بعضهما البعض بحيث يتلامسان في مكانين فقط: عند المحور أو المفصل، وفي المكان على طول الشفرات حيث يتم القطع.

عند الإغلاق التام، تتلامس أطراف الشفرات، في حالة أفضل أدوات القطع، يتم ترميز الفراغ المعدني غير المكتمل والمثبتات بعلامة تعريف حتى يمكن تصنيعها كمجموعة، عادةً ما تكون الفراغات مصنوعة من قضبان فولاذية ساخنة حمراء يتم تشكيلها بسرعة عالية بين قوالب المطارق المسقطة، قد يحتوي الفولاذ على 0.55 إلى 1.03 في المائة من الكربون، وهو محتوى كربوني أعلى يوفر فولاذًا أكثر صلابة في بعض التطبيقات، يستخدم الفولاذ المقاوم للصدأ للمقص الجراحي، يتم استخدام بعض السبائك غير الحديدية التي لا تنتج شرارات أو تتداخل مع المغناطيس في صنع مقص لقطع الكوردايت والشريط المغناطيسي.

ما هي قصة اختراع المقص؟

ظهر أقدم مقص معروف في الشرق الأوسط منذ حوالي 3000 أو 4000 عام، كانت من النوع المعروف باسم “المقص الزنبركي”، وتتكون من نصلتين من البرونز متصلتين عند المقابض بشريط رفيع منحني من البرونز، يعمل هذا الشريط على تجميع الشفرات معًا عند الضغط عليها وفصلها عند تحريرها، يعود تاريخ صناعة المقصات إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيثُ تم العثور عليها في مصر القديمة، اخترع الرومان المقصات ذات الشفرات المتقاطعة حوالي عام 100م، تم استخدام مقص محوري من البرونز أو الحديد، حيث تم ربط الشفرات عند نقطة بين الأطراف والمقابض، وذلك كان في روما القديمة والصين واليابان وكوريا.

استمر استخدام المقص الزنبركي في أوروبا حتى القرن السادس عشر، ولا تزال الفكرة مستخدمة في جميع المقصات الحديثة تقريبًا، تم صنع المقصات الزنبركية عن طريق تسخين قضيب من الحديد أو الفولاذ، ثم تسطيح وتشكيل نهاياتها إلى شفرات على سندان، وتم تسخين وسط العارضة، وثنيها لتشكيل الزنبرك، ثم تبريدها وإعادة تسخينها لجعلها مرنة، لم يتم تصنيع المقصات المحورية بأعداد كبيرة حتى عام 1761م، عندما أنتج روبرت هينشليف أول زوج من المقصات الحديثة المصنوعة من الفولاذ المصبوب المقوى والمصقول، عاش روبرت في ميدان تشيني بلندن، واشتهر بأنّه أول شخص وضع لافتة تعلن عن نفسه “صانع مقص جيد”.

خلال القرن التاسع عشر، كان المقص يُصنع يدويًا بمقابض مزخرفة بشكل متقن، تم صنعها عن طريق دق الفولاذ على أسطح مسننة تعرف باسم الرؤوس لتشكيل الشفرات، تم صنع الحلقات في المقابض، والمعروفة باسم الأقواس عن طريق إحداث ثقب في الفولاذ وتوسيعه بنهاية مدببة من السندان، في جزء من السويد (الآن في فنلندا) بدأت أعمال الحديد في عام 1649م في قرية “فيسكارس” الصغيرة بين هلسنكي وتوركو، في عام 1830م، بدأ مالك جديد أعمال أدوات المائدة الأولى في فنلندا، حيث صنع مقصًا بعلامة (Fiskars) التجارية، قدمت شركة (Fiskars Corporation) طرقًا جديدة في صناعة المقص في عام 1967م.

على الرغم من صعوبة تحديد المخترع الفعلي للمقص، إلّا أنّه يجب الاعتراف بحق روبرت هينشليف، من شيفيلد بإنجلترا، بأنّه والد المقص الحديث، كان أول من استخدم الفولاذ لتصنيعها وإنتاجها بكميات كبيرة في عام 1761م، بعد أكثر من 200 عام من وفاة دافنشي، تم بعد ذلك تم اختراع المقصات الوردية لأول مرة وحصلت على براءة اختراع في عام 1893م من قبل لويز أوستن من شركة (Whatcom of Washington).

الأثر الكبير لاختراع المقص

منذ الوقت الذي بدأ فيه سكان الكهوف الأوائل في تشكيل جلود الحيوانات في الملابس، مكنت مهارة الخياطة البشر من حماية أنفسهم من الطقس والتعرض للأمور الضارة باستخدتم المقص وأداوات الخياطة، بالإضافة إلى ذلك فقد وفر وسيلة للحفاظ على خصوصيتهم أو تزين أنفسهم لغرض الاحتفال، الملابس ليست الميزة الوحيدة التي تأتي من عملية استخدام المقص لتقطيع الأقمشة إلى قطع ثم تشكيلها لتناسب حاجة معينة، لم يكن من الممكن استخدام الألحفة والمفروشات والمراتب على أسرتنا والمفروشات في منزلنا والسيارات والستائر على نوافذنا وحتى بالونات الهواء الساخن التي تتعجب من دون أدوات الخياطة، مثل المقص.

يختلف المقص الصيني عن المقص الغربي، في أوروبا وأمريكا، بحيث تكون الشفرة أطول والمقابض أقصر لأنّها تستخدم بشكل أساسي لقص الورق، لكن في الصين تستخدم المقصات لقطع الورق والمواد الغذائية والقماش وحتى لإصلاح الأحذية، تجري الشركات المصنعة للأدوات المنزلية الآن مناقشات لاستيراد آلات متطورة من ألمانيا للمساعدة في جعل صناعة المقصات ذات الحجم والشكل أكثر ملاءمة للأسواق الخارجية.

هناك العديد من الفوائد للقص بالمقص، منها: الحركات المستقلة لكل إصبع تقوي عضلات اليد، والمهارات الحركية البصرية التي تعمل على (التنسيق بين العين واليد)، والمهام الإدراكية البصرية (الاتجاهية)، والمهارات الحركية الدقيقة (فصل اليد، براعة الأصابع)، إنّ عملية القص بالمقص تعمل على فصل جانبي اليد وتقوي بذلك حركة عضلات الأصابع، يُعد القطع على الخط وتبديل الاتجاهات من الأنشطة الحركية البصرية الرائعة، يُعتبر اختراع المقص من أهم الأدوات المنزلية بعد اختراع السكاكين، وذلك عدا عن استخداماته العديدة والمتنوعة، حتى أنّه لا يمكن أن تجد أي منزل خاليَا من احتوائه على المقصات.

أنواع المقصات واستخداماتها

  • المقصات الوردية: هي مقصات ذات شفرات مسننة تنتج حواف من نوع سن المنشار، يمكن استخدامها لقطع القماش حتى لا يتلف القماش.
  • مقص القصدير: هو مقص لقطع الصفائح المعدنية مثل صفيحة القصدير أو الحديد المجلفن.
  • مقصات التقليم: هي مقصات البستنة لقطع فروع الأشجار والشجيرات.
  • مقصات الصدمات أو “جروح الطوف”: هي مقصات قوية تستخدم في الاستجابات الطبية الطارئة والإنقاذ.
  • مقصات التشذيب: تستخدم لتخفيف الشعر السميك لتجنب مظهر كثيف.
  • مقصات العشب: تستخدم في تقليم الحشائش والأسيجة.
  • مقصات الصوف: تستخدم “لقص صوف الخروف” لإزالة الصوف وجمعه من جلد الحيوان دون الإضرار به.
  • مقصات الدواجن: تستخدم لتقطيع الدواجن، بما في ذلك العظام في تحضير الطعام.

شارك المقالة: