المقلاة الهوائية:
نظرًا لأنماط حياتنا المتغيرة والسريعة الخطى ولأنّ بعض الناس يهتمون بتحضير أطباق صحية ومغذية، فقد احتاجوا إلى آلة تقوم بطهي طعام صحي، إنّ من أحد أحدث الابتكارات التكنولوجية في طريقة طهي الطعام وتحضيره في المطبخ المقلاة الهوائية.
هي آلة تقوم بقلي الطعام دون الحاجة إلى استخدام زيت طهي حتى يكون الطعام صحي من غير زيوت، إلى جانب حقيقة أنّ الأطعمة المصنعة والأطعمة السريعة غير صحية فكان لا بدّ من إيجاد طريقة لإعداد وجبات ليست مغذية فحسب، بل تحتوي أيضًا على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول، ولهذا السبب تم ابتكار المقلاة الهوائية.
يتوفر صمام أعلى (Air Fryer) يقوم بترشيح الهواء؛ تقوم المقلاة الهوائية بالمساعدة في عمل تفاعل يطلق عليه تأثير (Maillard)، على اسم الكيميائي (Louis-Camille Maillard) هو عبارة عن تفاعل كيميائي يقوم بالتقليل من السكريات، تعتمد المقلاة على استخدام هواء ساخن جدًا (392 درجة فهرنهايت 200 درجة مئوية) لطهي الطعام بسرعة، تُعرف هذه العملية بتقنية الهواء السريع.
ما هي قصة اختراع المقلاة الهوائية؟
في أول عام 2010م، قامت شركة (Philips) بتقديم آلة غريبة وفريدة من نوعها، قدمتها في (Internationale Funkausstellung)، هو مكان مخصص لعرض الأجهزة في برلين، هدف (Philips) هو تلبية احتياجات عملاء (Philips) ووضعها في أولى الاعتبارات للشركة، عندما أطلقت شركة (Philips Electronics Co) المقلاة أوضحت أمرًا مهمًا وهو أنّ الأطباق المطبوخة باستخدام (Air Fryer) تحتوي على دهون أقل بنسبة تصل إلى 80٪، تم إدراج جهاز (Airfryer) ضمن أفضل خمسة اختراعات في (IFA 2010).
هذا الأمر يُعد انخفاضًا هائلاً في الدهون مقارنةً بالأطعمة التي يتم قليها بواسطة المقلاة العادية وتحتوي على الكثير من الزيوت مثل البطاطس المقلية و البرجر والوجبات الخفيفة والدجاجواللحوم، قالت الشركة بأنّ الجهاز لا يقتصر على أطباق الطهي والمقبلات فحسب، بل يقتصر أيضًا على الحلويات، بدايةً كان حجم المقلاة كبير للغاية يتم وضعها في الفنادق والمطاعم الكبيرة وكانت غالية الثمن.
منذ عام 2005 كانت (Philips) تحاول تطوير قلاية تجعل عملية القلي أكثر صحة، كانت لديها التكنولوجيا، لكنهم كانوا يكافحون لتحويلها إلى منتج استهلاكي، كان المنتج الذي طوروه في البداية معقدًا للغاية وباهظ التكلفة، في أوائل عام 2009م، اتصلت بهم شركة (KCS)، وهي شركة صغيرة يملكها فريد فان دير ويج وهانز بروكر، بدأ فريد العمل على نسخة أفضل من هذا الجهاز الشهير، بحلول عام 2007م، وجد طريقة لتحسين القلاية بحيث تعمل بشكل صحيح، ومع ذلك في ذلك الوقت لم يكن لديه الوسائل المالية أو التجارية لتسويق المنتج بشكل صحيح.
من قبيل الصدفة التقى فريد بهانز بروكر، قام هانز بتأسيس شركة تقوم بإرشاد المخترعين في تسويق أفكارهم، وقاموا بعد ذلك بالترويج لذلك الاختراع العظيم، لقد طوروا منتجًا لا يستخدم التكنولوجيا المناسبة فحسب، بل يمكن أيضًا تصنيفه كمنتج استهلاكي بسيط وسهل الاستخدام، قدم (Godwin Zwanenburg)، قائد الابتكار في (Philips Consumer Lifestyle)، الفكرة إلى فريقه التجاري.
في هذه المرحلة تخضع الجوانب المختلفة للمنتج المحتمل لاختبارات صارمة للسلامة والمواصفات الفنية وقابلية التطبيق والجودة، اجتاز المنتج كل اختبار، وقررت فيليبس توقيع اتفاقية ترخيص مع المخترعين، بعد ذلك أطلقوا مقلاة (Airfryer) حيث كان وفقًا للمظهر النموذجي لمنتجات (Philips)، قد يُدرجها التاريخ بأنّها تُعتبر أول جهاز يساعد الناس على تحضير الطعام على الفور تقريبًا بدون دهون زائدة وزيوت غير مرغوب فيها، تم تطوير مقلاة (AirFryer) باستخدام تقنية (Rapid Air) تقنية استخدام الهواء فقط لقلي الأطعمة.
مما ينتج روائح وأبخرة أقل من القلي التقليدي وهو سهل التنظيف وآمن للاستخدام اليومي، جذب هذا الاختراع اهتمامًا كبيرًا على الفور، تم عرضه في المجلات والتلفزيون، بعد هذا النجاح الكبير تم عرضه والترويج له في العديد من المتاجر في هولندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا، لقد بذلت (Philips) جهدًا كبيرًا في تصميمه، كما قاموا بتضمين كتيب وصفات مع المنتج وإنشاء موقع ويب يشرح للزبائن آلية استخدامه ومواصفاته، وحقق أرباح كبيرة للغاية.
بدأت (Philips) في التفكير في خطواتها التالية، منها تقديم الجهاز في دول أوروبية أخرى، مثل: أستراليا والشرق الأوسط وروسيا وأمريكا، اليوم يقوم المصنعون بتصنيعها بأحجام أخف وبأحجام صغيرة لتلبي حاجات المستهلكين وبأسعار معقولة، تضمنت التغييرات الملحوظة التي تم إجراؤها على المقلاة تطويرات مثل تحسين قوة المحرك وتوسيع سعة المقلاة وإنشاء ملحقات مصممة لمناطق الطهي مثل والشوي وطهي الأطعمة المتعددة في نفس الوقت.
حاولت العديد من الشركات تكرار النجاح الذي حققته قلاية فيليبس الأصلية، بعض المنتجات المماثلة التي ظهرت في السوق منذ ذلك الحين هي مقلاة (Go Wise USA Air ومقلاة Avalon Air) كل واحدة كان لها مزاياها وعيوبها مقارنةً بمنافساتهم، لكنهم لم يتجاوزوا مزايا وتصنيع مقلاة فيليبس الهوائية.