قصة اختراع جهاز مراقبة الأطفال

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع جهاز مراقبة الأطفال؟

أصبح جهاز مراقبة الأطفال اليوم جهازًا من قائمة الأجهزة الضرورية، في الواقع منذ أقل من مائة عام، لم يكن هذا الجهاز معروفًا تمامًا، وقبل أقل من خمسين عامًا كان لا يزال نادرًا، تم اختراعه لأول مرة وتقديمه في سنة 1937م حقق هذا الاختراع نجاحًا باهرًا، يرتبط تاريخ هذا الجهاز بتاريخ البث الإذاعي الذي تطور خلال الحرب العالمية الأولى. كانت أجهزة الراديو شائعة جدًا بالفعل في عشرينيات القرن الماضي.

لكن كان التفكير في فكرة اختراعه يعود لسنة 1932م بسبب أمر مأساوي وهي حادثة اختطاف طفل، وقد ألهمت هذه الحادثة يوجين ماكدونالد وهو رئيس شركة (Zenith Radio Corporation) لتجربة تصميم جهاز مراقبة صوتي للأطفال والذي أصبح فيما بعد يُسمّى (Zenith Radio Nurse) قام يوجين ماكدونالد أولاً بتجميع أجهزة مثل: ميكروفون ومكبر الصوت والراديو، ومن ثم قام بتكليف المهندس الياباني الأمريكي (Isamu Noguchi) بتصميم أول جهاز مراقبة للأطفال في عام 1937م.

من خلاله يتم سماع أصوات الأطفال الصغار، وهو يحتوي على شاشة مزودة بكاميرا فيديو وجهاز استقبال، يقوم نظام الاتصال الداخلي التناظري للأذن بنقل الصوت على جهاز إرسال إشارة 300 كيلو هرتز، يتم نقل الأصوات عن طريق موجات الراديو إلى وحدة الاستقبال مع مكبر صوت. تم بيعه لأول مرة مقابل 29.95 دولارًا في عام 1938م، وكان مكلفًا للغاية، في الواقع لم تعمل شاشة تصميم جهاز مراقبة الأطفال بشكل جيد، وبعد فترة من الزمن تم تدمير العديد من أجهزة الاستقبال مما جعلها نادرة للغاية.

أهم الأحداث في تاريخ ابتكار جهاز مراقبة الأطفال:

تم تطوير معظم أجهزة مراقبة الأطفال بفضل التقدم في التكنولوجيا وجهود المخترعين والشركات، وأصبحت أجهزة المراقبة تحتوي على نظام اتصال داخلي أحادي الاتجاه وتعتمد على دائرة كهربائية لنقل الإشارات الصوتية التناظرية. بين عامي 1937م و1960م، تم بيع معظم أجهزة مراقبة الأطفال في السوق من قبل عدد قليل من الشركات المصنعة التي استخدمت براءة اختراع (Zenith) لنقل الصوت، وتم استعمالها بشكل كبير خلال الحرب العالمية الثانية.

يرتبط تاريخ أجهزة مراقبة الأطفال ارتباطًا وثيقًا باختراع بروتوكول اتصال آمن يُسمّى طيف انتشار القفز الترددي (FHSS). تم اختراع البروتوكول في عام 1941م من قبل اثنين من الأمريكيين هما: هيدي لامار وجورج أنتيلبينما وعندما تم اكتشاف تقنية (FHSS) في الأربعينيات من القرن الماضي كانت صناعة أجهزة مراقبة الأطفال في مراحلها الأولى، لم يتم استخدام هذه التقنية في أجهزة مراقبة الأطفال حتى التسعينيات. لأنه كان عليهم أولًا اكتشاف الإشارات الرقمية لتحل محل أجهزة مراقبة الأطفال التناظرية وتمكين التشفير من أجل أمان اتصال أفضل.

تستخدم أجهزة مراقبة الأطفال التناظرية اليوم إشارة راديو تناظرية تعمل تحت نطاق تردد 49 ميجاهرتز، خلال سنة 1974م تم تسجيل براءة اختراع في إسبانيا من قبل فرنانديز أغوادو رافائيل. شهد عام 1980م فترة تقدم كبير في تكنولوجيا أجهزة مراقبة الأطفال. تمت الموافقة على براءات اختراع لوحدات الإرسال ومكبرات الصوت والأسلاك الآمنة ووحدات الاستقبال. كما بدأت شركات مثل فيشر برايس في تصنيع أجهزة مراقبة الأطفال. كانت أجهزة مراقبة الأطفال التناظرية من فيشر برايس هي أفضل العلامات التجارية مبيعًا لأجهزة مراقبة الأطفال في الثمانينيات.

اشترت شركة ماتيل شركة فيشر برايس في عام 1993م شركة أخرى لتصنيع أجهزة مراقبة الأطفال ظهرت في الثمانينيات وهي (Safety 1st) التي تم تشكيلها في عام 1984م، وفي عام 1987م، أصدرت شركة (Safety 1st) أول جهاز مراقبة للأطفال والذي كان العلامة التجارية الأكثر مبيعًا بحلول عام 1993م خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، أيضًا تم ظهور العديد من الشركات المصنعة لأجهزة مراقبة الأطفال بالإضافة إلى ذلك تم تقديم العديد من براءات الاختراع التي مهدت الطريق للنمو في صناعة أجهزة مراقبة الأطفال.

في الواقع كانت أكثر براءات الاختراع ابتكارًا هي جهاز مراقبة الطفل اللاسلكي الذي يعمل فوق نطاق تردد 900 ميجاهرتز وكان قادرًا على العمل بطاقة منخفضة نسبيًا للتيار المستمر. كان يعمل بالبطاريات. يستهلك جهاز مراقبة الأطفال هذا كمية صغيرة جدًا من الطاقة عند تشغيل التيار المباشر، إلى يومنا هذا لا يزال المخترعون والشركات يقومون بتقديم براءات اختراع في تصميم أجهزة مراقبة أطفال متطورة من نوعها وتعمل بأفضل التقنيات وذلك بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي.


شارك المقالة: