ما هي قصة اختراع خط التجميع؟
خطوط التجميع:
يُعتبر خط التجميع أحد الإنجازات العظيمة في التصنيع الحديث، وأحد أعظم ابتكارات القرن العشرين، لقد شكّل العالم الصناعي لدرجة أنّ الشركات التي لم تستعمله سرعان ما انقرضت، وكان أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت على صناعة العديد من الأجهزة والمعدات، كما سمح للمصنعين بتصنيع السلع بطرق سريعة، لكن في السنوات العشر الماضية ومع انتشار التقنيات الرقمية الجديدة في المصانع الآن، كان يجب تطوير خطوط التجميع.
كان ذلك لتتوافق مع تلك التقنيات، خطوط التجميع عبارة عن أنظمة تصنيع تكون على شكل محطات كبيرة بحيث ينتقل فيها العمل على صناعة المعدات والأجهزة من محطة إلى أخرى بطريقة متسلسلة، في كل خطوة في تجميع منتج معين يتم إضافة جزء معين ويتم إجراء تجميعات جديدة، لحين الانتهاء من تقديم المنتج النهائي، تسرع خطوط التجميع عملية التصنيع بأكملها عن طريق نقل المنتجات شبه المصنعة من عملية إلى أخرى.
كان هذا تحسينًا هائلاً لطرق الإنتاج، كما مكنت العمال الذين يعملون فيها من تطوير خبرتهم الخاصة وساعدت الخطوط الكاملة على العمل بكفاءة أكبر. نتيجة لذلك، يمكن للمصنعين إنهاء المنتجات المعقدة مثل السيارات والطائرات والآلات الصناعية بمعدل أكبر وبدقة أكبر من أي وقت مضى بفضل التطور في التقنيات واستعمال الآلات الصناعية والمعدات الحديثة.
كيف بدأت خطوط التجميع وما هي قصة اختراعها؟
في حين أنّ بعض أشكال خطوط التجميع موجودة منذ آلاف السنين، إلّا أنّها أصبحت في المائة الأخيرة أمر أساسي في المصانع، قبل الثورة الصناعية، غالبًا ما كان يتم تصنيع الأشياء بطرق معقدة بواسطة حرفيين يتمتعون بالخبرة، يقوم كل خبير بإنشاء الجزء الخاص به من المعدات باستخدام أدوات بسيطة، حتى إكمال المنتج النهائي، وكان هذا الأمر يتطلب وقت وجهد.
مع بداية الثورة الصناعية، بدأت الآلات في أداء الأعمال ثم نشأت المصانع، قام المخترع (Eli Whitney)، بتقديم ما يُسمّى الأجزاء القابلة للتبديل، حتى يقوم بتجميع واستعمال القطع المتشابهة في طرق إنتاج المعدات، لقد كان قادرًا على استخدام قوة عاملة ومعدات موّحدة لإنتاج أعداد من المعدات بتكلفة منخفضة في غضون فترة زمنية قصيرة، قدّم ويتني فكرته إلى الولايات المتحدة، وأصبحت آلية إصلاح واستبدال الأجزاء من المعدات أكثر إتقانًا.
في الواقع كان مصنع السيارات هو أول ما يفكر فيه الكثير من الناس عندما يسمعون خط التجميع، لذا فإنّ الفضل في اختراع خط التجميع يعود إلى (Henry Ford) في اختراع خط التجميع. ومع ذلك، هناك بعض الخلاف حول ما إذا كان هو من اخترع خط تجميع أم لا، في الواقع كان العديد من المصنعين يجربون أنظمة خطوط التجميع، توجد أدلة أيضًا تظهر بأنّ الفضل في إنشاء وابتكار خطوط لتجميع تعود إلى (Ransom Olds) في اختراع أول نظام خط تجميع، وحصل على براءة اختراعه في عام 1901م.
يبدو أنّ الإجماع بين المؤرخين هو أنّه على الرغم من أنّ فورد لم يكن المخترع الوحيد في اختراع خطوط التجميع، لكنه قد فعل الكثير لتطوير خط التجميع أكثر من معاصريه، حدد فورد معدلات إنتاج أسرع لإنتاج الأجزاء الخاصة بالمعدات، وخصص طرق متنوعة لتصميم خط التجميع وموازنة الخطوط، ممّا أدى إلى تطور سريع في عمليات التصنيع. مع ظهور أنواع جديدة من عمليات التصنيع، بدأ التوسع بإنتاج خطوط التجميع كمحطات عمل كبيرة تحتوي على العديد من العمال.
التطور في إنتاج خطوط التجميع:
أصبحت خطوط التجميع موجودة في صناعات متنوعة بم في ذلك المواد الكيميائية والنفط والصناعات التحويلية المستمرة الأخرى، في الوقت الحاضر، جعلت خطوط التجميع بعض عمليات التصنيع أكثر كفاءة بشكل ملحوظ، بحث بعض المصنّعين عن طرق جديدة لتحسين الدقة وخفض التكاليف. وبمرور الوقت، زادت كمية الأتمتة في خطوط التجميع بشكل كبير. وأصبح هناك خطوط التجميع المؤتمتة بالكامل.
في خط التجميع الحديث، تقوم أنواع جديدة من أجهزة الاستشعار وأجهزة إنترنت الأشياء بجمع البيانات وتقوم بعد ذلك الآلات بتصنيع الأجهزة والمعدات، خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، جرب المهندسون حول العالم الروبوتات كوسيلة للتنمية الصناعية، قامت شركة جنرال موتورز بتركيب روبوت آلي خاص بها للمساعدة في خط التجميع في عام 1961م، وفي عام 1969م، ابتكر المهندس فيكتور شاينمان روبوت بستة محاور يمكنه تحريك الأجزاء وتجميعها في نمط متكرر مستمر. أدّى هذا الأمر إلى توسيع وتطوير خطوط التجميع الحديثة.