منذ آلاف السنين وقبل استعمال البلاستيك والزجاج والأواني كانت النفايات في الغالب تتكون من الخشب والعظام والرماد الناتج من الحرائق. في بعض الأحيان كانت هناك نفايات من الخضار التي تستخدم لإطعام الحيوانات، قديمًا لم يكن هناك مكب للنفايات لذا استعمل الأشخاص عدة وسائل للتخلص من القمامة فقد كان يتم دفن القمامة في الأرض للتحلل، أو يتم حرقها.
تاريخ اختراع سلة النفايات
صمم الرومان في عام 200 بعد الميلاد، أول منظمة رسمية للصرف الصحي. ونظرًا لأن عدد السكان كان ينمو بسرعة، فقد أمروا بضعًا من الرجال للقيام بجمع القمامة ثم إلقاء القمامة في عربة تنقل القمامة إلى موقع بعيد. تم وضع هذه الإجراءات لمنع المواطنين من إلقاء القمامة في الشوارع. كان ذلك قبل أن يتم اختراع سلة النفايات، وفي عام 1350م، أصدرت الحكومة البريطانية قانونًا يمنع إلقاء القمامة في الشوارع.
في الواقع لم يتم تطبيق هذا القانون واستمر المواطنون في إلقاء نفاياتهم في الشوارع، وكان البعض من الأشخاص يقومون بإلقائها في الأنهار، لقد كان إلقاء القمامة شائعًا في أمريكا أيضًا، وبسبب انتشار القمامة في كل مكان انتشر مرض الحُمّى الصفراء بولاية تينيسي وتم إصدار قرار بوضع مكب كبير للنفايات في جميع أنحاء المدينة. وبالطبع لم يلتزم الكثير من الأشخاص بهذا القرار وانتشرت الفئران والقوارض، أيضًا انتشر وباء الطاعون الأسود بسبب كثرة القمامة في الشوارع وإمدادات المياه الملوثة.
في إنجلترا، تم إدخال أول مكب للنفايات في عام 1875م تم استخدام هذه الحاوية لتجميع رماد القمامة، لقد استغرق الأمر عشر سنوات حتى تقوم الولايات المتحدة باستخدام مكب النفايات، بدايةً قامت مدينة نيويورك بإنشاء نظامًا لإدارة النفايات وذلك عام 1914م، حيث أصبح يتم جمع القمامة المحترقة بواسطة عربات تجرها الخيول. بعد فترة وجيزة عندما تم ابتكار السيارات، تم استبدال العربات التي تجرها الخيول بآلات مزودة بمحركات لتقوم بنقل القمامة إلى المكان المخصص بتجميعها وحرقها فيه.
في باريس، تم إنشاء “قانون بوبيل” سنة 1883م، حيث نص على استخدام حاويات النفايات المغلقة، تم تقديم هذا القانون المتعلق باستعمال حاوية النفايات والذي وقعه يوجين بوبيلي وهو مسؤول في حكومة باريس، ونص هذا القانون على توفير حاويات النفايات لكل منزل في باريس. كان (Poubelle) هو أول من يطلب استخدام إعادة التدوير، فمثلًا كان هناك فصل للنفايات التي يجب أن يتم حرقها عن الحاويات التي يعاد تدويرها وهي النفايات المصنوعة من: الورق والقماش والفخار والزجاج.
تم وضع نفس التشريع من قبل السلطات المحلية في بريطانيا لأول مرة في قانون الصحة العامة لعام 1875م، اليوم في العديد من المدن والبلدات حول العالم، توجد خدمة عامة لجمع النفايات بانتظام من المباني والمنازل، ويتم جمع ووضع النفايات في شاحنة ونقلها إلى مكب النفايات أو المكان المخصص للتخلص منها.
أهم الأحداث في تاريخ ابتكار سلة النفايات
قامت السيدة جيلبريث بالحصول على براءة اختراع للعديد من الأجهزة، بما في ذلك كان سلة المهملات المكونة من غطاء ودوّاسة، حيث أصبحت تحتوي سلة المهملات على الدواسة والتي عند الضغط عليها بالقدم يُفتح الغطاء، في الخمسينيات كانت مكبات القمامة مصنوعة من المعدن. يُطلق على تشارلز هاريسون، الذي تُوفي في عام 2018م، صاحب ابتكار سلة القمامة البلاستيكية. كان هاريسون أمريكيًا من أصل أفريقي عمل في شركة سيرز.
اشتهر أكثر باختراع (View-Master) المصممة للأطفال لمشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد. لكن اعتبر هاريسون بأن اختراعه لسلة القمامة البلاستيكية هو ابتكار بغاية الأهمية. حيث عمل على تصميم سلة القمامة البلاستيكية وقد قام بتصميمها بشكل مُتقن للغاية، كما أنه كان من السهل تحريكها فقد صممت على عجلات، أثبت هاريسون نفسه من خلال العديد من الاختراعات المختلفة مثل: جزّازة العشب وآلة الحلاقة اللاسلكية.
كان مدير شركة هاريسون مصممًا على اختبار حاوية القمامة البلاستيكية التي ابتكرها هاريسون. حيث أنه قد ظن أن هذا الاختراع قد لا ينجح، لكن بعد أن قامت شركة (Sears) بترويج اختراعه قام العديد من الأشخاص باستعمال سلة القمامة البلاستيكية، وأصبحت سلة القمامة البلاستيكية أحدث منتج في خط تجميع شركة (Sears).
أصبح هناك أنواع مختلفة من سلة القمامة البلاستيكية، حتى يومنا هذا لا تزال علب القمامة المعدنية تحظى بشعبية لدى بعض الأشخاص، في الواقع وعلى الرغم من بساطة الاختراع فإن سلة القمامة تُعتبر من أهم الاختراعات على مر السنين. ولحماية البيئة من خطر انتشار القمامة غالبًا ما تحتوي الأماكن العامة مثل المتنزهات على مكبات للقمامة لتشجيع الأشخاص على عدم رمي القمامة في الشوارع ووضعها في مكانها المخصص.