ما هي قصة اختراع شاحنات تنظيف الطرق؟
تاريخ ابتكار شاحنات الطرق وجهود المخترعين في تصميمها:
ظهرت آلات تنظيف الطرق في وقت مبكر جدًا في القرن التاسع عشر، اليوم تستخدمها العديد من المدن بينما لا تزال الكثير من المدن تقوم بتوظيف العمالة البشرية لتنظيف الطرق، مع الثورة الصناعية، في أربعينيات القرن التاسع عشر، أصبحت مانشستر، إنجلترا كواحدة من أكثر المدن الصناعية تطوراً. كانت موطنًا لواحدة من أكبر صناعات النسيج في العالم والعديد من الصناعات.
لكن هذا التقدم جعلها أيضًا واحدة من أكثر الأماكن غير الصحية للعيش فيها بسبب كميات القمامة التي تم جمعها في الشوارع، ولحل هذه المشكلة، قام المخترع (Whitworth Joseph( بتصميم أول آلة لتنظيف الطرق خلال سنة 1843م، بعد ذلك بفترة من الزمن، قام المخترع (Charles Brooks( في الولايات المتحدة بتصميم شاحنة أكثر إتقانًا لتنظيف الطرق وكانت ذاتية الدفع وحصل على براءة اختراع في سنة 1896م.
لكن بالواقع عُدّت براءة اختراعه مسجلة من نحو العديد من براءات الاختراع المخصصة لتنظيف الطرق في الولايات المتحدة حيث أنه قديمًا كانت معظم الشاحنات والآلات المخصصة لتنظيف الطرق في القرن (19)م، عبارة عن عربات خيول بدون محرك، لكن شاحنة بروكس التي قام باختراعها لم تكن توفر الوقت فحسب، بل كانت أيضًا اقتصادية للغاية، كانت شاحنة بروكس مزودة بفرشاة مثبتة على الحاجز الأمامي لتدفع القمامة والأوساخ إلى الرصيف.
قرر (Brooks( تحسين تصميم شاحنة تمت صناعتها قديمًا لتنظيف الطرق للمخترع (CS Bishop)، من ولاية بنسلفانيا، الذي حصل على براءة اختراع لآلة تقوم بتنظيف الطرق في سنة 1849م، ونظرًا لأنّ آلة تنظيف الطرق الخاصة بـ(Bishop) كانت آلة سحب، قرر بروكس أنه يمكنه القيام بالمهمة بشكل أسهل وأسرع، بالنسبة له كانت الطريقة المعتادة لتنظيف الشوارع شاقة للغاية وليست فعالة من حيث التكلفة. لذلك قرر إنشاء آلة التنظيف وإرفاقها بشاحنة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بناء آلة تشبه إلى حد كبير ما الشاحنات الكبيرة التي نستعملها اليوم. كان أفضل وصف لاختراعه هو إطار الشاحنة المركب على المحاور التي يتم دعمها بواسطة عجلات أمامية وخلفية، توجد عجلات دافعة لجمع لنفايات وسلسلة لا نهاية لها تتحرك حول عجلة مسننة وتنتقل إلى عجلة مسننة أخرى، كما يوجد عمود يتم تثبيته في محامل في الأجزاء العلوية لإطار الشاحنة.
التطورات في تصميم شاحنات تنظيف الطرق:
في سنة 1911م، قام المخترع (John M. Murphy) باختراع آلة تكنيس صغيرة تعمل بمحرك، نجح في إقناع شركة (The American Tower and Tank Company) من إلجين، إلينوي بأن آلته يمكن أن تنجح، وقاموا بتأسيس شركة (Elgin Sweeper) المخصصة لعمل آلات لتنظيف الطرق، في عام 1913م، باعت شركة (Elgin Sweeper) أول آلة لها إلى مدينة بويز، أيداهو، كانت شاحنات (Elgin) تقوم بإزالة النفايات بشكل فعال، إلّا أنّها لا يمكنها التقاط منتجات النفايات الخطرة.
واصل (John M. Murphy) تحسين عمل تلك الآلات، وفي عام 1917م، حصل على براءة اختراع للنسخة التالية لنقل الأوساخ من المكنسة إلى صندوق الأوساخ الخاص فقط بتجميع القمامة، بقيت المفاهيم العامة لتلك الآلات والشاحنات كما هي حتى السبعينيات ولم تتغير حتى نهاية التسعينيات، مع التطور التكنولوجي تم تغيير بعض آلات تنظيف الطرق حيث تم تجهيز هذه الآلات المخصصة للطرق بخزانات مياه وبخاخات تعمل على تقليل الغبار.
لكن على الرغم من التطورات في التكنولوجيا، فإنّ 90 في المائة من جميع آلات تنظيف الطرق المستخدمة في الولايات المتحدة اليوم هي من نوع الآلات الميكانيكية كما كانت مصممة قديمًا، وهي ذات أحجام مختلفة. يمكن استخدام الآلات الكبيرة على الطرق السريعة بينما يمكن استخدام الأصغر منها في المستودعات أو الممرات، تعد آلات التنظيف المصممة في آسيا أقل تعقيدًا بتلك المستخدمة في أمريكا وأوروبا، في الصين وتايوان يتم استخدام آلات بأحجام كبيرة متقنة الصنع.
في الواقع أثبتت الآلات والشاحنات المخصصة لتنظيف الطرق فاعليتها في الحفاظ على البيئة، من خلال تقليل خطر المعادن الثقيلة والملوثات التي تدخل المجاري المائية، اليوم العديد من الدول المتحضرة تسعى لاستخدامها وابتكار طرق عديدة في تصنيعها وتطوير مبدأ عملها. في الفترة الأخيرة تم استعمال شاحنات الطرق في استخراج الملوثات في جريان مياه الأمطار، اعتبرت وكالة حماية البيئة بأنّ شاحنات تنظيف الطرق من الطرق الأكثر فعالية في حماية جودة المياه.
