التأريخ النسبي للأرض

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن التأريخ النسبي للأرض:

ينتج عن التأريخ الإشعاعي تواريخ محددة للوحدات الصخرية التي تمثل مختلف الأحداث في تاريخ الأرض البعيد، وهناك أحداث جيولوجية معينة قد حصلت خلال تواريخ زمنية محددة، ويشار إلى هذه التواريخ بأنها مطلقة إذ أنها تحدد الزمن الذي حصلت فيه حادثة ما، وقبل اكتشاف النشاط الإشعاعي وتطور تقنية التأريخ الإشعاعي لم يكن لدى الجيولوجيين طريقة محددة للتأريخ المطلق وكان عليهم الاعتماد الكلي على التأريخ النسبي، ويعني التأريخ النسبي أن الصخور موضوعة في تتابعها أو في مكانها الصحيح فالتأريخ النسبي لا يخبرنا عن زمن حدوث شيء ما.
بل يعلمنا بأنه قد تلا حدثاً معيناً وسبق حدثاً آخر وطرق التأريخ النسبي التي تم الوصول إليها ما زالت تستعمل بكثرة حتى الآن، فطرق التأريخ المطلق لم تحل محلها بل أنها كانت مكملة لها، ولكي نرسى جدولاً زمنياً نسبياً لا بد لنا من اكتشاف وتطبيق بعض من الأسس والقوانين وبالرغم من أن هذه الأسس تبدو وكأنها ملم بها إلى أن اكتشافها كان إنجازاً علمياً مهماً، ويرجع الفضل في إرساء دعائم التأريخ النسبي إلى العالم الفيزيائي الإيطالي نيكولاس ستينو بجبال غربي إيطاليا، حيث طبق قاعدة بسيطة أصبحت فيما بعد المبدأ الأساسي الأهم للتأريخ النسبي وهي قانون التعاقب.
وينص قانون التعاقب ببساطة على أنه عند أي تتابع طبقي سليم للصخور الرسوبية فإن كل طبقة أقدم من الطبقة التي أعلاها وأحدث من الطبقة التي أسفلها، قد يبدو بديهياً، كما أن عدم إمكانية ترسيب أي طبقة دون وجود أخرى أسفلها لدعمها إلا أنه لم يتم ذكر ذلك بوضوح حتى سنة “1669” من قبل ستينو، وتنطبق هذه القاعدة أيضاً على المواد المترسبة على السطح مثل طفوح اللابة وطبقات الرماد البركانية، وباستعمال قانون التعاقب على الطبقات فإننا نستطيع بسهولة ترتيب الطبقات من تسلسلها الطبيعي، مثل أن يكون الحجر الرملي هو الأحدث والحجر الجيري هو الأقدم.
ويرجع الفضل إلى ستينو أيضاً في التعرف على أهمية قاعدة أخرى أساسية تسمى بمبدأ التوافق المبدئي ويعني ذلك ببساطة أن الطبقات عموماً ترسبت في وضع أفقي تقريباً، وعليه فإذا ما لاحظنا طبقات صخرية فيها ميلان شديد فلا بد وأنها وصلت إلى ذلك الوضع نتيجة لاضطراب تكويني حدث في وقت ما بعد الترسيب، وعند انقطاع الطبقات بواسطة اقتحامات نارية أو صدوع ينظر إلى هذه الصدوع والاقتحامات على أنها أحدث من الطبقات المقطوعة.


شارك المقالة: