تكون غُرف الصهارة:
إنّ أغلب المواد الموجودة في الحالة الصلبة تكون كثافتها أعلى من أن تكون في الحالة السائلة، لذلك فإنّ المواد الصخرية المنصهرة تكون ذات كثافة أقل من كثافة الصخور الصلبة التي تمتلك ذات التركيب؛ ممّا يعني أنّ وزن كمية معلومة من الصهير تكون أقل من وزن نفس الحجم المعروف من الصخر في حالته الصلبة، حيث قام العلماء الجيولوجيين بتوضيح الطريقة التي تتشكَّل من خلالها الأجسام الكبيرة من الصهارة.
وهنا يتَّضح بأنّ المصهور ذو الكثافة الأقل سيتجه متحرّكاً نحو الأعلى، فعلى سبيل المثال عند خلط الماء والبترول تكون كثافة البترول أقل من كثافة الماء فسيرتفع للسطح، كما أنّ المصهور الجزئي الذي يتواجد في الحالة السائلة تكون حركته بشكلٍ بطيء للاتجاه الأعلى على طول الحدود الواقعة بين بلورات الصخور التي تعلوه، كما أنّ القطرات الساخنة تتحرَّك باتجاه الأعلى، حيث تلتحم مع القطرات الباقية مكوّنة تجمعاً كبيراً من ذلك الصخر المنصهر في داخل باطن الأرض الصُلب.
وتتكوَّن غُرف الصهارة نتيجة التجمعات الكبيرة جداً من تلك الصخور المنصهرة، التي تم تشبيهها بالكهوف الكبيرة التي تكون ممتلئة بالصهارة في الغلاف الصخري، كما أنّها تتكوَّن من قطرات الصخر المنصهر التي تصعد للأعلى وتندفع داخل الصخور الصلبة التي تحيط بها، فقد تكون غرف الصهارة ذات أحجام كبيرة تمتد إلى عدة كيلومترات، لكن ما زال الجيولوجيين يدرسون الطريقة التي تتشكل بها غرفة الصهارة، وما زالوا يبحثون في التدقيق لشكل غرفة الصهارات في أبعادها الثلاثة.
وعمل الجيولوجيين دراسة عن الصخور النارية في بداية القرن العشرين؛ وذلك عن طريق خلط نِسب معينة من العناصر كيميائية مع تلك العناصر الموجودة في الصخور النارية الطبيعية، حيث قاموا بتعريضها للصهر في أفران ذات درجات حرارة عالية، من ثم تسجيل درجات الحرارة التي تتصلب عندها الصهارة؛ ممّا يؤدي إلى تكوّن البلورات فيها، حيث تم تدوين التركيب الكيميائي الذي توصلوا إليه والخاص بهذه البلورات، فمن خلال هذه الدراسات توصَّل الجيولوجيين إلى نظرية التمايز الصهاري.
وعرفت نظرية التمايز الصهاري على أنّها صخور تختلف في التركيب، حيث تتشكَّل من صهارة متجانسة سُمّيت بالصهارة الأم وتتواجد في التمايز الصهاري. وقد يحدث في بعض الأوقات انشقاق للصهير الأم، حيث تنتج صهارات مختلفة تُعرف بالصهارة المشتقة، وينتج من كل صهارة مُشتقَّة نوع صخر ناري مختلف في تركيبه عن الصهارة الأصلية، فقد تم إكمال الدراسات التي تتعلق في تكوّن غرف الصهارة حتى هذا الوقت.