كيف يحدث التزامن للطبقات الصخرية؟

اقرأ في هذا المقال


تزامن الطبقات الصخرية:

من الأهمية بمكانٍ ما مقارنة مقاطع محلية ومحاولة إجراء مقاربة بين طبقاتهما لصنع ما يسمى بالتوقيتات أو التزامنات، وبالواقع كثيراً ما تكون علاقات التأريخ مماثلة؛ لأن المقاطع المتجاورة مؤلفة من طبقات متشابهة بكل دقة، ولكن لا يمكن أن نعتمد فحسب على الإرتفاع النسبي للطبقات للحصول على توقيتات، ورغم أن الطبقات من نفس العمر فإنها كانت متوضعة بالأصل حسب مستويات أفقية فلا تكون طبقة ما دائماً في امتداد الأخرى لأن لهذه الطبقات استمراراً محدوداً.
كما أن وجود كسور مصحوبة بتفاوتات في المستوى ممكن دائماً، ويكون هذا المبدأ أحياناً مغلوطاً حتى في المناطق ذات البنية المادية، حيث ظلت الطبقات أفقية ولكن بالنسبة للحقيات الرباعية ولا سيما بالنسبة للطبقات المرتصفة على شكل مصاطب لأن أقدم الطبقات هنا تكون على العكس في الأعلى، لذلك يجب الأخذ بعين الإعتبار هذه الملاحظات وبعد فحص بسيط لتعاقب مقاطع محلية نستطيع حينئذ إقامة مقطع إقليمي هو بمثابة مفتاح طبقي لمنطقة ما.
وهكذا لاحظ الجيولوجيون القدامى في جبال الفوج واللورين أن أوائل الأراضي الأفقية التي تغطي بشكل متنافر طبقات الحقب الأول المتسبة كانت تضم دائماً ثلاث فئات هي من الأعلى إلى الأسفل (صخوراً مارنية حمراء جبسية وملحية (كوبر)، كلساً قوقعياً (موشلكالك)، صخوراً حثية (رملية) مبرقشة)، ومنها اشتق اسم ترياس الذي أطلق على هذا المجموع الذي يصادف دون تغير كبير في قسم كبير من أوروبا، كما لوحظ في الحوظ الباريسي أيضاً وجود ثلاث مستويات رملية منفصلة عن بعضها بطبقات كلسية أو غضارية ( وهي الرمال السفلى، الوسطى، العليا).
أما في الجبال شبه الألبية في مقاطعتي الدوفينة والسافوا فإن تناوبات القدرات والجروف الناجمة عن اختلافات في قساوة الطبقات هي التي أدهشت أوائل الباحثين، كما يمكن تكرار الأمثلة في هذا المضمار، وهكذا فإن الإهتمامات الليتولوجية أو بعبارة أخرى طبيعة الطبقات المتعاقبة والموجودة دائماً في الترتيب نفسه على مسافات كبيرة سمحت بظهورها خلال زمن طويل، وعند تطبيق مبدأ آخر يسمى مبدأ الإستمرارية لصنع توقيتات لحد ما.
وكان يمكن تخمين أن طبقات من التركيب نفسه كان يجب أن يكون لها العمر ذاته، وبالتالي سيتم وجود نوع من الاستمرار في الترسب، غير أن هذا الزعم على غاية من الخطأ لأننا نعرف الآن أن طبقات من العمر نفسه يمكنها أن تظهر تحت مشاهد شديدة الإختلاف وأن مبدأ الإستمرارية هو دائماً على خطأ.


شارك المقالة: