التوافق والتنافر الطبقي:
عندما تكون طبقات أرض ما مرتصفة بانتظام على شكل زمر متوازية ببعضها فوق البعض الآخر، حينها يقال أن هناك توافق في الطبقية، وهذا يستدعي استمرار الترسيب وثبات الشروط المختلفة التي أنتجته، ولكن قد يصدف أن تتابع الطبقات لا يكون مستمراً وأن الطبقات العليا لمجموعة تكون ملتصقة فوق سطح مخرش للطبفات السفلى، فيقال حينئذ أن هناك تنافر وهذا التنافر يمكن أن يكون بسيطاً أو زاوياً، وذلك فيما إذا كانت الطبقات السفلى موازية تقريباً للطبقات العليا أو على العكس في إتجاهٍ مائل جداً بالنسبة لهذه الطبقات التي تقطعها حينئذ على شكل مشدوف.
وإن تنافر ما يقتضي بالضرورة وجود انقطاع في استمرارية الترسب أي ثغرة طبقية، فبعض الطبقات أو بعض مجموعات الطبقات التي ترسبت في أمكنة أخرى حيثما كان الترسب مستمراً نفتقدها أحياناً، وتنتج هذه التنافرات بسبب حركات الأرض أحياناً فتكون حينئذ كبيرة الفائدة لتأريخ التخلعات وبالتالي تأريخ السلاسل الجبلية، لأنها تعتبر كقرينة لظواهر الإلتواء الهامة والتي أعقبتها أدوار حتية متفاوتة في حدتها وفي مدتها.
كما أن وجود ثغرة لا يستدعي بالضرورة وجود حركات تكتونية (بنائية) مصحوبة بعوم؛ لأننا نعرف بالواقع ثغرات تسمى رسوبية ناجمة، إما عن طريق انعدام الترسيب في فترة معينة وإما عن طريق كشط طبقات موجودة بواسطة التيارات البحرية العميقة، وتسمح الملاحظة العميقة لسطح المسافات حينئذ بكشف طبقات مبرية محمرة وأحياناً محفرّة بفعل عضويات من آكلات أوحل أو مما يدل على نحت تحت مائي بحري.
الطغيانات والإنحسارات الطبقية:
يقال أن طبقة ما هي طاغية عندما تمتد على نطاق واسع فوق أساس تنفصل عنه بثغرة هامة، ويكون سطح هذا الأساس غالباً متصلباً مخدداً ومثقباً بفعل عضويات من آكلات الصخر الساحلية وتبدأ الطبقات الطاغية في أكثر الأحيان برصيص يحتوي على حصباء من الصخور السفلى، وتشير الطغيانات إلى فترة اجتياح القارات من قبل البحار، فهي تشمل إذاً سطحاً عظيماً وتستدعي بالضرورة خفساً تدريجياً إعترى الأراضي العائمة.
ودراسة الحيوانات تكون هنا مختلفة جداً وهي التي توضح سعة الثغرة ومداها، وتطلق عبارة الإنحسار على ظاهرة معاكسة وتكون طبقة ما منحسرة عن السابقة عندما تكون أقل اتساعاً منها، وتتألف الزمر المنحسرة من توضعات متناقضة العمق تشهد على نهوض عام للركائز القارية.