كيف يكون التمثيل والاختلاط في الصهارات؟

اقرأ في هذا المقال


التمثيل واختلاط الصهارات:

من خلال الدراسات الحديثة التي قام بها الجيولوجيين تبين بأنّ عملية التمايز الصهاري التي وضعها بوين غير كافية في تفسير نشأة جميع الصخور النارية المعروفة والمدروسة في وقتنا الحاضر، كما يتواجد صهارات تحتوي على تراكيب كيميائية مختلفة نشأت خلال ميكانيكية مختلفة، هذا وقد عُرف التمثيل الصهاري من خلال ما يسببه تداخل الصهارة من انصهار بعضاً من الصخور التي تحيط بها أو اختفاء جزء من الصخور الصلبة وذوبانها في الصهارة، حيث تم تسمية هذه العملية بـ (مصطلح التمثيل الصهاري).
أي أنّه إذا تم صهر أجزاء من القشرة القارية بواسطة صهارة بازلتية ذات حرارة عالية جداً فإن السيليكا تزداد في محتوى الصهارة مما يؤدي إلى تبريد الصهارة، كما تم ترجيح أنّ الصهارات الأنديزيتية التي تكون مصاحبة للبراكين في المحيط الهادي كانت قد نشأت من خلال الصهارة البازلتية المتمثلة لبعض الصخور في القشرة الأرضية.
وأيضاً قد يتغير تركيب الصهارة من خلال آلية جديدة عُرفت باسم اختلاط الصهارات، فعند وجود صهارتان لكل منها قابلية للامتزاج والاختلاط في القشرة الأرضية ستنتج صهارة جديدة تحتوي على تركيب متوسط فتحدث هذه العملية (عملية اختلاط الصهارات).
أمّا إذا اختلطت كميات متماثلة من الصهارة البازلتية مع الصهارة الريوليتية (الجرانيتية) فإنّ الصهارة التي تنشأ من تلك العملية تكون قابلة للتبلور تحت سطح الأرض، حيث تتواجد صخر الديوريت فوق سطح الأرض في أثناء تبلور الصهارة مما يؤدي إلى تكوين صخر الأنديزيت.

مواضع تكون الصهارات وأنواعها:

بالاعتماد على التجارب الجيولوجية العملية والتجارب البحثية تمكّن العلماء والجيولوجيين من فهم عمليات تكوين الصخور النارية، حيث كان الاستدلال الجيولوجي معتمداً على مصدرين رئيسيين في اعتماد تلك النتائج، وهذه المصادر هي: البراكين المتواجدة على سطح الأرض الخارجي أو تحت سطح الماء، أي مكان خروج واندفاع الصخور المصهورة.
ومن خلال الحرارة التي يتم تسجيلها في أعماق الآبار ومهاوي المناجم ( فتحة تكون على الرأس والتي من خلالها يتم تشغيل وتحديد المناجم تحت السطحية)، فقد تم اعتبار الحرارة المسجلة المصدر الثاني لتلك النتائج، حيث أثبتت أنّ حرارة الأرض الداخلية تتزايد مع تزايد العمق؛ الأمر الذي جعل العلماء ينجحون في معرفة معدل ارتفاع الحرارة مع العمق بشكلٍ تقديري (التدرج الحراري).
وفي أثناء عملية الانصهار الجزئي سيكون هناك الكثير من أنواع الصخور، والتي من المحتمل أن تتصلب من الصهارة، ومع تزايد درجات الحرارة في باطن الأرض يعمل على تكوين الصهارات، وقام الجيولوجيين بتسمية الصهارات بأسماء المجموعات الصخرية التي تُقابلها.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد/1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا/2014جيولوجيا المحاجر/نور الدين زكى محمد/1994


شارك المقالة: