ملاحظة الفوالق الصخرية:
لا تبدو الأمور في الطبيعة دوماً بصورة مبسطة، وفي الواقع لا نشعر في أغلب الأحيان بوجود فالق صخري إلاّ عندما تدخل طبقات متباينة جداً وفجأة في حالة تماس ويكون منظر مستوى الفالق متبدلاً حسب طبيعة الصخور، ففي صخور المارن والصخور المارينية الكلسية يكون هذا المستوى غالباً عسير الرؤية أو مصحوباً بحوادث مط وبنطاقات تهشيم غير منتظمة، أما في الصخور الكلسية فيكون الفالق الصخري على العموم واضحاً جداً ولامعاً بسبب الصقل الناجم عن الاحتكاك وحينئذ يكون مصحوباً بشخوط أو بتخديدات متوازية تشير إلى إتجاه الحركة (مرآة الفالق).
وقد تؤدي الحراراة المنطلقة حينئذ عن الاحتكاك وهذا في حالة الصخور الكلسية إلى تحول هذه الصخور إلى مرمر بفعل تجدد تبلور فحمات الكلس وأخيراً يلاحظ وجود جلاميد متلاصقة على شكل بريش تسمى بريش الدعك وتكون مصاحبة غالباً لمستويات الفوالق، في أكثر الحالات لا تدل الفوالق الصخرية عن نفسها بالطبوغرافيا إلا إذا كانت حديثة جداً (رباعية أو حالية)؛ لأن الدرجة البدائية قد أنتجها الحت، ولكن قد يصدف أن يؤدي فالق ما إلى وجود درجة أو تضاريس متفاوت في أهميته وخاصة إذا كانت الحجرة التي بقيت ناتئة تحتوي على صخور قاسية كالغرانيت أو الصخور الكلسية.
لكن في هذه الحالة يجب الحذر من الخلط بين هذه الحافات أو تضاريس الفالق وبين الجروف الناتجة عن الحت في زمرة من طبقات متكدسة بانتظام وحاوية على سافات كلسية قاسية، وللسبب نفسه لا ينطبق تضريس فالق ما بالضرورة مع ناظره، وأخيراً يجب أن نلاحظ أن الوديان لا تكون ناتجة عن الفوالق الصخرية إلا نادراً ولكنها تنهج بالأحرى في إتجاهات الطيات، هذا وتكون الصدوع أحياناً مقر جريان مائي خاصة في حالة الكثير من الينابيع الحارة المعدنية التي تتجه نحو السطح بواسطة الفوالق الصخرية (الفوالق الحرارية في منطقة ليماغني).
وهذا يفسر كون الفوالق القديمة مرصعة أحياناً بمواد معدنية مختلفة وغالباً تكون مؤلفة من فحمات الكلس وأحياناً من فلزات مفيدة، كما تكون الفوالق الصخرية مملوءة أيضاً بصخور اندفاعية وتسمى دايك أو جدات، ولكن عندما تكون الفوالق محشوة بمواد غضارية وبمنتجات التهشيم المختلفة فعندئذ تلعب الفوالق بالأحرى دور سدود بالنسبة لجريان المياه الباطنية، كما تمثل الفوالق على الخارطة بخط غامق يحد أراض مختلفة والفالق الشاقولي يبدو مستقيماً مما يتنافر مع المرتسم المتعرج لفالق مائل يتبدل مع الطبوغرافيا.