الاتجاهات الحديثة في الدراسات الجيولوجية:
حيث حدث في الماضي عندما قامت الدراسات الجيولوجية ببناء اتجاهاً تقليدياً يتمثل في دراسة الصخور المتواجدة على القشرة الأرضية، وفي العصر الحالي وأيضاً بسبب اتساع الكفايات العلمية لعلماء الجيولوجيا والتطور التكنولوجي أدى إلى اتساع آفاق الدراسات التي كانت تتضمن ميادين واتجاهات حديثة، ومنها الإتجاه الكمي المبسط بالإضاقة إلى الدراسات الوصفية، حيث يقوم هذا الاتجاه على أساس استخدام التقدير الكمي في قياس بعض الظواهر الجيولوجية وقد تمكن في الآونة الأخيرة علماء الجيولوجيا من القيام بدراسات كثيرة لقياس أثر العمليات الخارجية المؤثرة في سطح القشرة الأرضية.
فعلى سبيل المثال تمكن الجيولوجيين من تقدير كميات الرمال التي تقوم الرياح بحملها سنوياً في بعض الصحاري، كما تمكن الجيولوجيين من تقدير وقياس أثر عملتي التعرية والتجوية حيث يعملان على تفكيك وإزالة بعض مكونات سطح القشرة الأرضية في مناطق معينة، كما يتضمن الاتجاه الكمي على عمل سلم أو مقياس للتاريخ الجيولوجي (الأزمنة الجيولوجية)، ومن خلال هذا المقياس قام الجيولوجيين في اكتشاف تاريخ القارات والتراكيب الجيولوجية على سطح القشرة الأرضية، ومن خلال استعمال النشاط الإشعاعي قاموا في اختبار أقدم صخور القشرة الأرضية.
كما ساعد النشاط الإشعاعي في دراسة مشكلة أصل الأرض وتاريخها الأقدم ويقوم ذلك بدراسة فترة نصف الحياة للعناصر المشعة، حيث يؤدي ذلك إلى تقدير العمر المطلق للصخور، أما الدراسات التي تحدث لأعماق البحار والمحيطات والقيام بمسحها جيولوجياً فإن ذلك أدى إلى ظهور مكتشفات جديدة في توجيه التفكير الجيولوجي إلى دراسة مشكلة التراكيب الجيولوجية وأسبابها، لكن هذه الدراسات لم ينتج بسببها حلول جذرية ناجحة للمشكلات في دراسة التراكيب الجيولوجية التي تتكون منها أعماق الأرض، وفيما يخص الدراسات الفضائية يعمل على تزويد برنامج الفضاء حالياً بمعلومات حول النظام الشمسي.
كما أن المعرفة قد زادت في الميدان مما أدى ذلك إلى ظهور وتأسيس علم جديد وهو ما يسمى بعلم الكواكب أو كما يدعى بالجيولوجيا الفلكية، وبذلك أعتبر أصل الأرض بأنه من أهم الموضوعات التي تتناولها الجيولوجيا، كما يتواجد في الجيولوجيا اتجاهات حديثة مثل (علوم البحار، الجيوفيزياء، الأرصاد الجوية) كما أن هذه العلوم المختلفة بدأت تكبر وتتسع لتتقارب من بعضها إلى بعض مما سيؤدي في نهاية الأمر إلى دراسة الأرض بشكل عميق والتي تعتبر هي مركز اهتمام الدراسات الجيولوجية الحديثة والقديمة.