التحول التماسي الحراري للصخور المتحولة:
إن الأجسام النارية المتداخلة في الصخور التي تُحيط بها تتسبب في تعرضها بشكلٍ مباشر إلى ظروف حرارة وضغط جديدة فيؤدي هذا التعرض إلى تحول الصخر الأصلي، وأطلق الجيولوجيين اسم التحول التماسي على هذا النوع من التحول المحلي ويتم تسميته أحياناً باسم التحول الحراري، يعمل هذا النوع عادةً بالتأثير على جزء رقيق من الصخور المحيطة فقط، حيث يكون هذا التأثير على طول امتداد سطوح التلامس التي تكون مع المتداخلات النارية.
تساعد درجات الحرارة العالية في الصهير على التحول المعدني في الكثير من الصخور التي تتحول عن طريق التماس خاصةً ذلك الذي يحدث عند المتداخلات التي تكون قريبة من السطح الخارجي، ويكون للضغط تأثيراً مهماً في حال دخلت الصهارة للأعماق الكبيرة، ويوجد تحول تماسي ناتج من الصخور البركانية لكنه يكون تحولاً محدوداً بحيث ينتج من خلاله نطاقات رقيقة؛ ويعود السبب في ذلك إلى تبريد اللابة بشكلٍ سريع عند السطح، وأيضاً لعدم تواجد الوقت الكافي الذي يسمح بتأثير اللابة بحرارتها على الأجزاء العميقة في الصخور التي تحيط بها.
تم تسمية نطاق الصخر المتواجد في المنطقة المحيطه به باسم المتداخل الناري، حيث تبرز عليه آثار التحول على هيئة هالة من التحول والتي تعتمد في سمكها على حجم الجسم المتداخل وعلى درجة حرارة الجسم بالإضافة إلى كمية الماء المتواجد في الصخور المتحولة، ولنتطرق للمتداخلات الصغير كمثال صغير، حيث أنه في تلك المتداخلات الصغيرة مثل: (الجُدُد الموازية والقواطع) إن سمكها يكون تقريباً عدة أمتار بينما في حال غياب السوائل فإن هذه المتداخلات يكون سمكها عبارة عن عدة سانتي مترات فقط.
إن الصخر المتحول يكون متميزاً بحبيبات دقيقة، كما تتواجد الحبيبات على شكل كُتل متداخلة ذات أحجام متساوية، فإذا كان المتداخل الناري ذو حجمٍ كبير فإنه يملك طاقة حرارية كبيرة مقارنة بالطاقة المتواجدة في المتداخلات النارية الصغيرة، كما أنه يفقد الكثير من الماء على شكل بخار ماء، وفي حال كان المتداخل الناري ذو قطر من كيلو متر واحد أو أكثر فإن عرض حالة التحول يكون كبيراً جداً، حيث أنه قد يصل لعدة مئات من الأمتار وقد تكون أكثر، كما أن الصخور المتحوله تُفضل أن تكون ذات تحبب خشن الملمس.