العمل البنائي للرياح:
إن الرياح يعتبر في الجيولوجيا عامل نقل كبير جداً (هائل) في الطبيعة وذو أهمية كبيرة جداً، فيتم بواسطته نقل كميات هائلة من الدقائق والحبيبات الرسوبية والغبار ودقائق الرمال، حيث تقدر في بعض الأوقات حمولة الرياح خلال أزمنة قصيرة ما بين 10^7_10^9 طن، وبإمكان الرياح أن تصل لمسافات طويلة وبعيدة تصل إلى آلاف الكيلومترات عن مكانها الأساس وتكون هذه الحمولة رسوبيات في أحواض الترسيب وتتشكل على شكل أكوام وتلال، وتنقسم الحمولة لجزأين (حمولة معلقة، حمولة متحركة)، الحمولة المعلقة تحتوي هذه الحمولة على حبيبات صغيرة جدا قطرها يتراوح بين (1/4)، (1/3) ملي متر، حيث تحمل الحمولة المعلقة العواصف الغبارية (وهي عبارة عن عواصف تحمل الغبار).
الحمولة المتحركة والتي تتكون من حبيبات الرمال التي تتحرك بالقرب من الأرض، حيث تنقل الحمولة المتحركة بواسطة العواصف الشديدة، إن النقل بواسطة الرياح قد يشابه النقل بواسطة المياه الجارية التي تحدث على سطح الأرض، وتحدث بعض الأوقات عواصف تحمل النوعين من الحمولة معاً تسمى بالعواصف الغبارية الرملية.
إن الآليات التي تعمل على الشرح المفصل لنقل الرياح لحبيبات الرمال والغبار تتلخص في أن حبيبة الرمل تصطدم بحبيبة أخرى وتعمل الرياح على دفعها بسرعة أقل من سرعة الحبيبة التي تصدم قبل تلك العملية، أما بالنسبة لعملية التذرية فهي تكون موجودة في الأماكن التي تخلو من الغطاء النباتي مثل الصحاري، البحيرات، الأنهار الجافة وأيضاً في أماكن وجود الزحف الجليدي.
ينتج عن عملية التذرية هجرة وانتقال جزيئات ودقائق التربة ومكوناتها ويؤثر ذلك تأثيراً سلبياً بالإنسان، حيث أن الطبقة الصالحة من القشرة الأرضية يتم إزالتها وهي القشرة التي تصلح لأعمال الزراعة، أما عملية السحج تؤدي إلى تكوين الصخور وتشكيلها بأشكال تكون مختلفة وغريبة ويعود السبب في ذلك إلى احتكاكها بحبات الرمال التي تقوم الرياح على حملها وتوجد عملية السحج في المناطق الصحراوية بشكل واضح جداً وملحوظ، ينتج عنها أثار (وخر أعمدة الهاتف والكهرباء) ويكون ذلك على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض.
إن العمل على نخر طبقة الصخور السفلية يعتبر من الآثار الأخرى الناتجة أيضا بفعل عملية السحج وتتنتج نتيجة لنخر طبقة الصخور أشكالاً غريبة مختلفة حيث يتم تسميتها باسم (مائدة الشيطان أو صخر عيش الغراب).
