العمل الجيولوجي للأنهار

اقرأ في هذا المقال


ما هو العمل الجيولوجي للأنهار؟

تم الاعتقاد قديماً وخاصةً اعتقاد الصائغ وزميله في عام “1977” ميلادي بأن حركة الجزيئات في الماء الجاري أو أي مجرى لا تسير بهيئة مستقيمة كما يتبين للناظر الذي ينظر إلى المجرى النهري، بل في الحقيقة أن جزيئات الماء تسير بشكل منحني وفي بعض الأوقات تسير بحركة دورانية، حيث أن هذا النوع من حركة الجزيئات المائية يتم تسميته انسياباً عاصفاً وهي في العادة تكون بشكلٍ أكبر في النهر السريع مقارنة بالأنهار البطيئة، وعمل هذا الأسلوب من حركة الجزيئات على توضيح في المناطق التي تكون مجاورة إلى ضفاف وقاع النهر وبين أن حركة الماء تكون أسرع في الوسط الأعلى.
وتمكنا جيولوجياً من ملاحظة الطريقة التي يعمل بها النهر على التحريك وأيضاً في نقل حمولته وذلك من خلال إجراء تجارب مخبرية؛ حيث تكون الطريقة من خلال عمل تيار مائي في مجرى زجاجي أو من خلال مراقبة أي مجرى وخاصة ذلك المجرى الذي يمكن أن نشاهد من خلاله قاع النهر، حيث يتشكل بصورة مثالية من حبيبات خشنة والتي تتحرك فوق قاع النهر أو تتحرك بالقرب من قاع النهر، أما الطبقة المحمولة الركامية والحبيبات الدقيقة التي تكون محملة ومعلقة في النهر يتم تسميتها باسم الحمولة المعلقة كما يتواجد مواد ذائبة في مياه النهر مصاحبة إلى المواد الصلبة المتواجده في النهر وتكون ذائبة ويتم تسميتها باسم الحمولة الذائبة والتي تنتج بشكل أساسي من التعرية الكيميائية.
يمتاز الماء بقابليته الكبيرة على التعرية، حيث أن هذه القابلية للماء تعتمد على سرعة الماء بالدرجة الأولى، كما أن النهر يعمل على التأثير؛ لأنه يُعد عامل من عوامل التعرية وذلك من خلال عدة طرق ومنها التجوية الكيميائية أو ما تسمى بالتآكل، فالنهر أيضاً يملك القدرة على إذابة المواد التي يمر بها؛ وذلك بسبب ذوبان ثاني أكسيد الكربون الذي يتواجد في الجو مما يؤدي إلى تشكيل حامض الكربونيك، بالإضافة إلى أن التأثير الكيميائي للنهر يكون قادم من خلال إذابة النهر نفسه لبعض من المواد الكيميائية والتي من الممكن أن تكون موجودة في الصخور التي يمر بها.
والطريقة الثانية هي العامل الهيدروليكي وهو عبارة عن تأثير الماء الذي يتحرك من الجهة الفيزيائية ويعمل على تفتيت الصخور وثم يعمل على نقلها، ومن هذه الطرق أيضاً هي عملية التفتيت أو ما تسمى بالتحتات الفيزيائي، تلك العملية تعد عملية تعرية وعملية تفتيت الصخور التي تتواجد على جانبي النهر وفي قاع مجرى النهر ويكون ذلك من خلال تأثير الصخور المنقولة بواسطة الماء، ورابع هذه الطرق التي تُسبب التعرية بواسطة النهر هي عملية الطحن، فالمواد التي يتم نقلها بواسطة الماء تتعرض إلى عوامل تكسير وتفتيت ومن هنا تكون النتيجة بأن تحولها إلى أشكل مصقولة وأحياناً من الممكن أن يكون تحولها إلى أشكال كروية تقريباً.
إن عملية النقل التي تكون بواسطة الأنهار تتم من خلال طرق مختلفة وتكون معتمدة على كثافة وحجم المواد المنقولة ويعمل النهر على نقل هذه المواد على هيئة ثلاث أشكال، وأول هذه الأشكال هي نقل المواد الذائبة، حيث أن هذه الطريقة في النقل تتضمن المواد والأملاح التي تكون قابلة للذوبان في الماء، حيث أن هذه الطريقة هي التي تعمل على نقل حبيبات الرمال الناعمة بالإضافة إلى المواد الطينية تلك التي تكون عالقة في الماء ويتم نقلها من خلال هذه الطريقة من منطقة إلى مناطق أخرى.
وإذا أردنا أن نتصور هذه الطريقة فيه تتشابه بشكلٍ كبير مع ما يحدث في دورق زجاجي في حال وضعنا فيه كمية من الرمل الدقيق والطين، ومن ثم نحرك هذا الدورق لنلاحظ أن المواد بقيت عالقة فيه إلى أن تركد حركة الماء، وأحياناً تبقى عالقة إلى فترة ما بعد سكون حركة الماء، وثالث هذه الطرق هي التدحرج والثبات، حيث أن هذه الطريقة في النقل تعمل على التأثير في المواد ذات الحجم الكبير نسبياً مثل الجلاميد والحصى الكبير والرمل الخشن أيضاً، ويتم نقل هذه المواد من منطقة إلى أخرى من خلال القفز أو من خلال الدحرجة، حيث أن عملية جريان الماء التي تكون من المنبع باتجاه المصب تكون خاضعة لظاهرة الإنسياب وذلك نتيجة تواجد فروق الإرتفاع بين تلك النقطتين (المصب، المنبع).
كما أن المصب أو ما يسمى سطح البحر يعتبر هو الأساس الذي يعتمد في تقدير درجة الانحدار، مثل نهر دجلة حيث أنه يملك انحدار كبير من نقطة دخولة من الأراضي العراقية باتجاه مصبه أي أنه ذو انحدار كبير في المراحل الأولى ومن ثم يقل بعد ذلك.


شارك المقالة: