العمل الجيولوجي للرياح:
عرف الجيولوجيين الرياح على أنها هواء متحرك بشكل عاصف وفي الغالب تكون حركة الرياح أفقية وتكون عند المناطق القريبة من سطح الأرض، حيث يتم تسميتها رياحاً سطحية، أما إذا كانت حركتها متواجدة في الطبقات العليا يتم تسميتها هنا رياحاً علوية، حيث أنه في العادة تزداد سرعة الرياح بازدياد ارتفاعنا عن سطح الأرض، كما أن الرياح تعمل على نقل المواد الخشنة أو المواد الخفيفة التي تسمى غباراً، لذلك فإن عمل الرياح تم اعتباره من النشاطات الجيولوجية المتواجدة في الغلاف الجوي وتأثير هذه الرياح يكون ظاهرا في المناطق الصحراوية.
وفي المناطق شبه الصحراوية أيضاً حيث تكون فيها الأمطار قليلة ويسود فيها الجفاف، إن ذلك هو السبب الذي يساعد في تفكك رسوبيات القشرة الأرضية وعدم تماسكها، حيث يسهل ذلك عملية حملها ونقلها من خلال الرياح ثم يؤدي هذا النقل إلى التسبب في عمليتي الحت (تعرية) والترسيب التي تميز المناطق التي تكون جافة والمناطق شبه الجافة، تعتبر الرياح هي عامل أول في توزيع بخار الماء فوق سطح الأرض كما أنها سبب في اختلاف المناخ فوق مناطق سطح الأرض أيضاً والرياح طاقتها الحركية والحرارية التي تملكها تساعد أحياناً في النشاط الجيولوجي المؤثر في أمواج البحار والمحيطات.
تنتج الرياح بسبب تواجد اختلاف في الضغط الجوي لمنطقتين متجاورتين ومتواجدتين على سطح الأرض لكن هذا الاختلاف قد يحدث في درجات الحرارة والرطوبة بين المنطقتين والذي يعمل على اختلاف الضغط الجوي، حيث أن هذا الفرق في الضغط الجوي يسبب دفع في الكتل الهوائية للاندفاع بين المنطقتين، كما أن نشاط الرياح يُنظر له على أنه تأثير هدمي أو ما يسمى بتأثير حتّي لصخور القشرة الأرضية لكنه في نفس ذات الوقت يعتبر عمل بنائي، فإذا قامت الرياح بإزالة الرسوبيات المتفككة من خلال حملها ونقلها ومن ثم يحدث ارتطام بين الرسوبيات والصخور مما يسبب في نحتها وبريها.
إن حدوث العمل الهدمي للرياح يكثر داخل المناطق الجافة التي تكون قليلة الأمطار لكنها في نفس الوقت كثيرة الرمال لذلك تحمل الرياح حبيبات الرمال والتي تعمل على نحت الصخور بدورها، يتم تسمية هذا النوع من عمليات الهدم باسم الحت الريحي وهذا الحت الريحي يحدث بسبب عمليتين وهما التذرية والبري.