النموذج الحديث للتركيب الداخلي للأرض:
لقد تمكن العلماء الجيولوجيين من تطوير نموذج فان بولين لتكوين ما يسمى بالنموذج الحديث للتركيب الداخلي للأرض، حيث يشاهد فيه مناطق الإنفصال وأبعادها على سطح القشرة الأرضية، إن قشرة الأرض هي عبارة عن طبقة تمثل الجزء الخارجي الصلب للأرض كما تتفاوت هذه الطبقة في سمكها بالاعتماد على طبيعة امتدادها حول الأرض، حيث أن متوسط سمك القشرة الأرضية يبلغ تحت القارات 35 إلى 150 كيلو متر، أما المحيطات فإن سمكها يكون 5 كيلو متر، كما تتضمن القشرة الأرضية على صخور البازلت وصخور الجرانيت والصخور المتحولة بالإضافة إلى الصخور الرسوبية بكافة أشكالها.
كما أن كونراد أثبت في الماضي بوجود انقطاع في سرعة الموجات الزلزالية خلال مرورها في القشرة الأرضية كما أنه استدل على ذلك من خلال وجود اختلاف في التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية لصخور القشرة الأرضية، حيث تم اطلاق اسم (انفصال كونراد) عليه، كما تم تقسيم الطبقة إلى طبقتين وهما طبقة الخارجية حيث أنها تتشكل في غالبيتها من صخور الجرانيت (الغنية بسيليكات الألمنيوم والبوتاسيوم والصوديوم)، كما أن معدل كثافتها (2.7)غم/سم مكعب، ويطلق على هذه الطبقة اسم سيال.
وتتواجد هذه الطبقة في الغالب في الأجزاء القاسية ولا تتواجد في قيعان المحيطات والبحار، أما الطبقة الداخلية فهي تتواجد أسفل الطبقة الخارجية وفوق انفصال موهو مباشرة كما تتشكل في غالبيتها من صخور البازلت التي تكون غنية بسيليكات الحديد والمغنيسيوم ومعدل كثافتها يساوي 3 غم/سم مكعب وتعرف باسم (سيما)، والطبقة الثانية هي طبقة الستار تمتد من الطبقة بين 100 كيلو متر و2885 كيلو متر، كما أنها تكون 60% من كتلة الأرض و 84% من حجم الأرض، وتتشكل من سيليكات الحديد والمغنيسيوم بدرجة رئيسية إضافة إلى الأكسجين والألمنيوم وتتراوح كثافتها بين 5_8 غم/سم مكعب.
كما أن صخور الستار تتكون من معدن البريدوتيت وهو عبارة عن نفس تركيب النيازك اللاكندريت التي تسقط على الأرض من الكون، كما يؤكد هذا أن الأرض والنيازك من أصل واحد في المجموعة الشمسية، وتكون درجة حرارة الستار واقعة ما بين 870 مئوية في جزئها العلوي و 2200 مئوية في الجزء السفلي منها، وأخيراً اللب حيث تشكل هذه الطبقة الكتلة المركزية للأرض كما يصل سمكها إلى نحو 3453 كيلو متر، كما أن منطقة اللب تتشكل من معادن الحديد والنيكل وهو شبيه بتركيب النيازك الحديدية.
