حقب الحياة الحديثة:
ومن أواخر حقب زمان الحياة المستترة هو حقب الحياة الحديثة الذي امتد منذ 65 مليون عام حتى وقتنا الحاضر، كما أن هذا الحقب قد مرّ بفترات تغيرات مهمة في توزيع ظروف البيئة وذلك بسبب الحركة الألبية في حقب الحياة المتوسطة ومن أهم مظاهر الحياة التي برزت خلال حقب الحياة الحديثة هي أن أنواع الحيوانات الفقارية جميعها التي نعرفها في الوقت الحاضر شاعت كثيراً مثل الرأس قدميات والقواقع والحشرات والشوكيات أيضاً وهناك نوع من عائلة الأوليات المعروفة بالفورا منيفرا، حيث أنها شاعت في بداية حقب الحياة الحديثة وانقرضت مع نهاية هذا الحقب.
وكما أنها تكون من ترسيب هياكلها الجيرية طبقات سميكة من الحجر الجيري، وحدث في هذا الحقب ظهور أسماك عظيمة بشكل كبير وانقراض الزواحف الضخمة وبقاء الزواحف ذات الحجم الصغير مثل التماسيح والأفاعي، كما انقرضت الطيور ذات الأسنان في هذا الحقب لتحل محلها الطيور الحالة وشاعت الثديات مع بداية حقب الحياة الحديثة، ومنذ تقريباً مليون عام من هذا الوقت الحاضر خلق الله الإنسان على سطح الأرض ودلت الدراسات الجيولوجية في علم الإنسان على وجود هياكله العظمية وأدواته في داخل الكهوف والأنهار القديمة.
أما بالنسبة للحياة النباتية فقد تنوعت وشاعت النباتات الزهرية البذرية في حال انحسرت النباتات معراة البذور مثل المخروطيات والسرخسيات التي كانت سائدة في المناطق الباردة، وإن الحركات الأرضية قد استمرت امتداداً لحقب الحياة المتوسطة حيث أن ذلك تسبب في رفع الجبال العظيمة مثل جبال الألب وجبال الهملايا بالإضافة إلى جبال أطلس، وبسبب ذلك فقد أدت إلى انحسار ماء البحر عن كثير من المناطق لتكون القارات على هيئتها الحالية وهذه الحقبة قد شهدت نشاطاً للبراكين في الكثير من المناطق على بقاع الكرة الأرضية.
وهذا دل على الانتشار الكبير للصخور النارية بين طبقات الصخور الرسوبية الأكثر حداثة منها لكن في نهاية عصر الغليستوسين حدث تحول في المناخ فأصبح مناخاً بارداً جداً ويشبه مناخ المناطق القطبية، مما تسبب ذلك في امتداد الجليد على السطح ليغطي مساحات كبيرة جداً من النصف الشمالي للكرة الأرضية، حيث أطلق عليه العلماء اسم العصر الجليدي، أما مع نهاية هذا الحقب فقد انحسر الجليد داخل المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية من سطح الكرة الأرضية لكنه بقي مغطياً لقمم الجبال العالية.