دور النشاط الإشعاعي في تحديد عمر الصخور:
إن العناصر المشعة والتي يتم استخدامها لقياس أعمار الصخور يطلق عليها اسم الساعات النووية وقد تمكن الجيولوجيين من خلال استخدام الساعات النووية في تحديد العمر المطلق للصخور ويكون ذلك بصورة دقيقة جداً، ولكي نأخذ بمبدأ هذا النظرية لا بد لنا أن نراعي بعض الأمور، أي علينا أن نتأكد من أن كميات العناصر أو ما تسمى بالنظائر المشعة قد تم تجميعها دفعة واحدة معاً والتأكد أيضاً من أنه لم يحصل ضياع لأي كمية منها بسبب عملتي النقل والتجوية التي تحصل للصخور الخاصة للعناصر المشعة، كما علينا استخدام طرق دقيقة وذلك لتقدير كميات العناصر المشعة كما أن العينات المتوافرة منها في أعماق الصخور فهي تكون بكميات قليلة غالباً.
لذلك فإن الأخطاء البسيطة تؤدي في عملية تقديرها إلى الكثير من الأخطاء الكبيرة جداً في عملية حساب العمر الزمني لأول وجود لها وبالتالي ينتج أخطاء كبيرة في تقدير العمر المطلق للصخور الأرضية، وعلى الرغم من أن معدل انحلال النظير المشع الذي يتم استخدامه في الساعات النووية فهو ثابت لكن يوجد عمليات جيولوجية تؤدي إلى إضافة أو استبعاد جزء منه ومن العناصر المستقرة الأخرى، ومن الأمثلة على ذلك ساعة نووية باستخدام نظير الروبيديوم المشع ولكي نستطيع تقدير العمر المطلق للنظير المشع وهو نفسه العمر المطلق للصخر من خلال استخدام الساعة النووية يتم اتباع خطوات عدة.
فأول هذه الخطوات أن تجري عملية تحليل كيميائية وذلك ليتم معرفة كمية النظير المشع والعناصر الثابتة (المستقرة) التي تتولد عنه، فهناك حالة نظير اليورانيوم المشع الذي يتواجد داخل الصخر ففي حالته يتم حساب كميته الموجودة مع كمية الرصاص الناتج عن انحلاله نووياً، والخطوة الثانية هي عبارة عن حساب كمية كل عنصر ثابت أي مستقر ومشع ويكون موجود مع نظير اليورانيوم المشع غير الرصاص إن وجدت، وأخيراً يتم تطبيق حسابات رياضية لتقدير العمر الزمني للنظير المشع، كما أننا علمنا أن انبعاث دقائق ألفا أو بيتا من نواة عنصر أو ما يسمى بالنظير المشع فإنه يسبب في تحويلها إلى نواة عنصر آخر.
وتكون بذلك النواة الأصلية (النواة الأم) قد تم انحلالها إلى نواة عنصر جديد (النواة البنت) وبعد حساب هذه الكمية تعرف على أنها معدل ما ينحل من أنوية عنصر مشع في وحدة زمن عن طريق الإشعاع.