دور تجوية الصخور في تشكيل الرسوبيات:
إن تجوية الصخور تملك دوراً مهماً جداً في تشكيل وتكوين الصخور الرسوبية، ولا شك بأن الصخور الرسوبية تتشكل في البحار والمحيطات، لكن وجد الجيولوجيين بأنها قد تتشكل في الينابيع حيث يترسب حول مجاري الينابيع رسوبيات ذات أصل من الأملاح التي تكون ذائبة في ماء الينابيع والتي حملتها معها في باطن الأرض ومن هذه الأملاح (معادن جيرية كلسية ومعادن سيليكاتية)، كما أنها تترسب في الصحاري حيث تقوم الرياح بحمل كميات كبيرة من الرمال في الصحاري وعندما يحدث لها ترسيب بسبب اصطدامها بالحواجز أو بالمعيقات تلك التي من الممكن أن تواجهها على سطح القشرة الأرضية لذلك تشكل كثبان رملية تكون داخل أحواض الترسيب.
استنتج الجيولوجين من ذلك أهمية دور التجوية الصخرية في تشكيل الرسوبيات والصخور الرسوبية والتجوية تحصل للصخور المنتشرة في الطبيعة ولها دور في تجوية المعادن وانتاج جزء من المعادن السيليكاتية التي تتشكل منها الصخور النارية، لذلك فإن نواتج عملية التجوية الصخرية كثيرة ومتعددة وذلك يكون بالاعتماد على طبيعة الصخور وأيضاً تعتمد على عامل التجوية الذي يؤثر فيها سواء كان عاملاً ميكانيكياً أوعاملاً كيميائياً، فعلى سبيل المثال فإن صخر الغرانيت يتشكل والذي يكون عبارة عن صخر ناري (صخر أساسي) من معادن الكوارتز ومعدن الأورثوكليز ومعدن البلاجيوكليز بالإضافة إلى معدن المايكا ومعدن الزركون.
وفي العادة فإن هذا النوع من الصخور وغيره أيضاً يتعرض إلى عوامل تجوية، فعلى سبيل المثال إن معدن الكوارتز يتشكل منه حبيبات الرمل ومعدن الأورثوكليز ينتج عنه مجموعة من المعادن الطينية (كاولينية) بالإضافة إلى كربونات الكالسيوم، أما بالنسبة إلى معدن المايكا فإنه يتجوأ (عملية تجوية) ومن ثم يعطي صفائح رقيقة ويعطي أكاسيد الحديد.
وأخيراً لاحظ الجيولوجيين على أن نواتج تجوية معدن الزيركون هي عبارة عن حبات رقيقة جداً من الرمال، كما أن هذه النواتج جميعها يحدث لها تراكم داخل البيئات المائية وأيضاً تتراكم على اليابسة فينتج منها طبقات رسوبية تلك التي تتأثر في ما بعد بواسطة العوامل الكيميائية والعوامل العضوية.
ومن هنا تأكد الجيولوجيين أن الصخور الرسوبية والتجوية لهما علاقة وطيدة جداً فالتجوية هي من الأمور الأساسية في تشكيل الرسوبيات التي بدورها تكون الصخور الرسوبية على سطح القشرة الأرضية.