عصر البليوسين الرومي:
يقع نمط البليوسين في المجال الرومي وعلى الخصوص في إيطاليا ففي هذا الدور جرى تدشين دورة ترسيبية جديدة تكون التقسيمات الفرعية فيها مستندة على وحيشات درسها الجيولوجيين في إيطاليا بدقة، ومن وجهة النظهر هذه تم هنا تمييز مجموعتين كبيرتين، وأحدهما البليوسين الأسفل الذي يتميز بوحيش من قواقع بحرية كان مقارباً جداً للحالي ولكن توجد فيه مع ذلك العديد من الأنواع الحارة تعيش حالياً على سواحل بلاد السنغال لا سيما عندما تكون شروط السحن ساحلية.
وهذا ما حدث بالنسبة لسحنة الرمال الصفراء العائدة للآستي في حين نجد في السحنة المسماة بليزنسي أو العميقة والممثلة بمارنيات زرقاء، نجد أن الوحيش يشابه وحيش التورتوني، ولنضف إلى ذلك أن وحيش الثديات في البليوسين الأسفل لا يحوي على فيلة ولا خيولاً ولا أبقاراً، البليوسين الأعلى أو كالابري ويتمايز بجلاء بوحيش يكاد يتألف حصراً من أنواع لا تزال تعيش في البحر الأبيض المتوسط، ولكنها كانت هذه المرة مختلطة بأنواع باردة، وفضلاً عن ذلك فإن في هذه اللحظة ظهر الثلاثي اللبوني (فيللا فرانشي).
كما أن عصر البليوسين يشكل في إيطاليا غطاءً مستمراً إلا في البنين (ولا سيما في السفح التريني)، ذاك هو الصخر القديم تحت الابنيني لدى الجيولوجيين المحليين، ويظهر على شكل زمرة ردم نموذجي تكون سواحلة القديمة على ارتفاعات لا تزال عالية جداً تكون 400 متر في شمالي إيطاليا وحتى 1000 متر في كالبريا وفي صقيلية، وهي جزرة كانت شبه مغمورة كلياً بالمياه تقريباً، ومما يستحق التنويه بمنطقة monte gargano وجود انتشار كثيف لسحن المولاس الكلسية الناجمة عن طبيعة السواحل (لأننا نكون هنا في منطقة ذات صخور كلسية).
وقد تميزت بين سليسلات الابنين العائم الذي لم يجتاحه البحر أحواض بحيرية ومن أشهرها حوض vald arno الذي تم ردمه ببضع مئات الأمتار من بليوسين قاري مع وحيش فيللا فرانشي كلاسيكي، وفي فرنسا يشكل البليوسين فيها وذلك على ساحل البحر الأبيض المتوسط خلجاناً صغيرة تنطبق على الوديان الحالية، ولنذكر خليج فار الذي ردمه دلتا لحقي لواد سيلي يليوسين، ولكن أهم هذه الخلجان هو خليج وادي الرون الذي تسلل فيه البحر حتى كاد يبلغ مدينة ليون وتكون التوضعات فيه مؤلفة على الخصوص من غضاريات ذات سحنات بليزانسية.
