ما هو علم التصنيف للمستحاثات؟

اقرأ في هذا المقال


علم التصنيف للمستحاثات:

يبدو عدد الحيوانات والمستحاثات الموصوفة ضخماً ويزداد مع توالي الأيام، ومن أجل تصنيفها يستخدم علماء المستحاثات طرائق وإطارات علم التصنيف الحيواني والنباتي جاهدين بالبداية في مقارنة الأشكال المستحاثة بالأشكال الحية، ولكن بدا لهم بسرعة أن هذه الإطارات كانت غير كافية وتحتاج إلى الإكمال، وهناك صعوبة أخرى تعترضنا أحياناً وتنتج عن حالة التجزئة في المستحاثات وعن سوء حفظها، ومن المعروف أن العالم كوفييه قد احتاط لذلك وخاصةً فيما يتعلق بعلم الفقاريات، كما أوجد علم التشريح المقارن وبتطبيق مبدئه المتعلق بترابط الأشكال المستحاثية.
وكما هو الأمر بالنسبة للكائنات الحية تستعمل هنا طريقة العالم لينه اللاتينية والمزدوجة مع الاسم من أجل الدلالة على المستحاثات الموصوفة، فنجد اسم الجنس يتقدم على اسم النوع ويكون هذا الإسمين متبوعين باسم عالم النوع، والنوع هو الوحدة الأساسية في العالم الحي، ثم تتوزع الأنواع بعدئذ على مختلف زمر التصنيف (الفصائل، الرتب، الصفوف، الشعب أيضاً)، وقد أمكن في خلال عملية التصنيف للمستحاثات ملاحظة أمور مفيدة جداً مثل أن يكون متواجد بين المستحاثات أشكال معدومة تماماً على سطح الأرض.
مما استدعى توسيع نطاقات تصنيف الكائنات الحية، فإذا كانت كل أشكال المستحاثات تستطيع أن تندمج في التقسيمات الكبرى أو الشعب؛ فإنه على العكس وجب إيجاد بعض الصفوف وكثيراً من الرتب من أجلها، وهكذا اقتضى الأمر وجود عدد كبير جداً من الأنواع والأجناس المستحاثة فحسب، كما أنه أمكن التعرف بين المستحاثات على أشكال إنتقالية بين بعض النماذج البنيوية وبين أشكال تحليلية تملك بعض الصفات المشتركة بين بضع مجموعات كبرى، مثل ictidosauria وهو زاحف صغير من الترياس والذي يملك بعض خصائص الثديات.
بالإضافة إلى السيموريا البرمي الذي يتأرجح بين الزواحف وبين الضفدعيات ومن الديفوني الأعلى وهو حيوان إنتقالي بين الضفدعيات والأسماك من الجوراسي الأعلى الذي يسمح بإلحاق الزواحف بالطيور، وهكذا يكتمل التصنيف بفضل علم المستحاثات،
وسد الثغرات بحيث أن هذا العلم الذي يظهر صلات الفصائل والأنواع والأجناس يصبح حقاً علم أنساب وعلم أصول هذه الأنساب، ولذلك من الواجب علينا تقديم الخطوط العريضة لقائمة الكائنات التي عاشت قديماً ولا تزال تعيش على سطح الأرض في يومنا الحالي.


شارك المقالة: