ما هي أراضي الحقب الجيولوجي الرابع؟

اقرأ في هذا المقال


أراضي الحقب الجيولوجي الرابع:

ندخل مع الحقب الرابعي في فترة تبدو من وجهة النظر الجيولوجية قليلة الاختلاف نوعاً عن الفترة التي نحياها والتي يمكن اعتبارها كاستمرار لها، وعلى الرغم من قصر ديمومة الرابعي عندما نقارنها بمجمل الأزمنة الجيولوجية فقد كان على العكس مسرحاً لظاهرات من أكثرها أهمية، وفي الحقيقة هناك واقعتان كبيرتان جديدتان تسمحان بتفرد ذلك العصر بالموازنة مع العصر الذي سبق من ناحية ظهور الإنسان والحيوانات الحاليه، ومن جهة أخرى التبدلات المناخية التي كان جرائها نمو جموديات فسيحة في العالم قاطبة مما كان قادراً على منح هذا الجزء من تاريخ الأرض اسم الدور الجمودي.
غير أن الحقب الجيولوجي الرابع هو أيضاً عصر حفر الأودية (تشكل المصاطب النهرية والبحرية) وأواخر انهيارات بحر إيجة والتي أنجزت منح البحر الأبيض المتوسط منظره الحالي، ذلك هو دور أصبحت دراسته عسيرة بشكل خاص لتكاثر الظاهرات التي وسمته بملامحها والتي راحت تتطلب طرائق جديدة مختلفة من طرائق الستراتغرافيا التقليدية، وهي أيضاً تلك التي تكون النتائج التي أمكن التوصل إليها أقلها وثوقاً وأكثرها عرضة للجدل، وهكذا لا نزال نفتقر بالنسبة للرباعي إلى تصنيف يسمح بتزامن التوضعات المتنوعة (مورينات، مصاطب، بلاجات ناهضة) لذلك العصر بصورة مقبولة لدى كل الجيولوجيين.

التوضعات البحرية للحقب الجيولوجي الرابع:

تلك هي دائماً عبارة عن رسوبيات كبيرة النضارة وهي رمال قوقعية أو غضاريات، تكون أحياناً متمددة على طول بعض السواحل مواكبة المصاطب المتدرجة على ارتفاعات متناقصة تدريجياً حتى مستوى البحر الحالي، ولما كانت جيولوجة الرباعي قليلة الاختلاف عن الجيولوجيا الحالية فإن الإتساع الجيولوجي لهذه التوضعات يكون من أكثرها انكماشاً وأن ارتفاعها لا يتجاوز 100 متر إطلاقاً بل وحتى تم اكتشافها عن طريق عمليات تجريف، وهكذا يكون توزع هذه التشكلات إذن دليلاً على تبدلات مستوى البحر.
وهي تبدلات ناجمة إما عن حركات الركائز القارية (بلاجات منهضة) أو عن طريق حركات إجمالية لمجمل مستوى البحر (حركات أوستاتية) أو عن تضافر هذين السببين، أما في المجال الرومي المتوسطي الذي يكون هنا محط أنظارنا فقد كان الوحيش الرخوي قد سبق له واستقر في ملامحه الجوهرية منذ الرباعي، وعلى كل حال فإلى جانب الأنواع البليوسينية التي ظلت عائشة والتي ستندثر خلال الرباعي، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التي تلاشت حالياً من البحر الأبيض المتوسط والتي استطاعت أن تهاجر نحو المناطق الباردة أو على العكس نحو المناطق الحارة.


شارك المقالة: