أقسام البحيرات وكيفية زوالها ونهايتها:
قسم الجيولوجيين البحيرات بالاعتماد على أصولها فكان هناك القسم الأول من البحيرات وهي البحيرات التي تنتج من عمل الجليد والبحيرات التي نتجت من عمل المياه السطحية الجارية، بالإضافة إلى الأحواض التي تشكلها الرياح والأحواض التي تنتج عن الإنزالاقات الأرضية وهناك أحواض ناتجة عن النشاط البركاني وأحواض تعمل الأحياء على تكوينها إلى جانب الأحواض التي تنشأ عن الأمواج والتيارات الساحلية والأحواض التي تنتج عن عملية الذوبان، حيث أم هذا التقسيم للبحيرات ما زال ليس ثابتاً عند جميع العلماء أيّ أن الآراء قد اختلفت فيما يخص تقسيم البحيرات.
والسبب في ذلك لأن البحيرة تنتج بسبب عدة عوامل تكون متداخلة ولا ترجع إلى عامل واحد فقط وإلى جانب هذا هناك تغير في الخصائص المورفولوجية والطبيعية والكيميائية للبحيرة من وقت لآخر بالاعتماد على الظروف المناخية في المنطقة، إن العلاقة بين كمية المياه التي يتم اكتسابها من خلال عملية التساقط ومن مياه الأمطار وذوبان الثلوج ومن ثم تجميعها في المقعرات السطحية وبين كمية الماء التي يتم فقدها في هذه المقعرات من خلال التبخر والتسرّب هي التي تحدد بقاء البحيرة أو عدم بقائها، فإذا قمنا بالنظر إلى البحيرات كظاهرة من ظواهر سطح الأرض فإننا نلاحظ أنها عبارة عن ظاهرة مؤقتة.
وهذه الظاهرة لا تكاد تحدث حتى تأخذ طريقها إلى النهاية والفناء، تواجد عمليتان تتسببان دائماً في فناء البحيرات وزوالها وأول هذه العمليات هي تآكل العوائق والسدود تلك التي تعمل على حبس المياه في البحيرة وتعمل على منعها من الخروج، والعملية الثانية هي ترسب المواد التي تأتي بها مياه النهر إلى أعلى قاع البحيرة وتعتبر هذه العلمية هي الأكثر ظهوراً وبروزاً من العملية الأولى وهي ذات أعظم أثر، وعلى سبيل المثال إن بحيرة جينيف تمتلئ الآن بالرواسب بشكل تدريجي تلك الرواسب التي يحملها نهر الرون وتنكمش مساحتها انكماشاً مستمراً.
وبعد البحيرات قد تنتهي وتزول في حال حدث تقطع في مصادر المياه التي تغذيها بعمليات مختلفة، مثل التغير المناخي أو الحركات الأرضية المختلفة حيث في النهاية تتحول تلك البحيرات إلى بحيرات مالحة لتتلاشى وتنتهي بعد ذلك، كما أن البحيرات التي تتواجد في المناطق الصحراوية الحارة تلك التي تفقد مائها بسبب التبخر ويكون أكثر ممّا يتسرّب إليها من مياه الأمطار القليلة مقارنة بالتبخر حيث أنها تجف مع الزمن.