أهمية عملية التعرية في الجيولوجيا:
قام الجيولوجي باشا في عام 1994 ميلادي بتعريف عملية التعرية بأنها عملية تفتت الصخور السطحية التي تكون مكونة لسطح القشرة الأرضية، ويكون ذلك من خلال الطاقة الميكانيكية (الوضع والحركية) في كل من الغلاف الجوي والغلاف المائي والتي تكون متمثلة من خلال حركة الرياح ومياه الأمطار التي تسقط وتجري على سطح الأرض، ومن خلال الزحف الجليدي وتلاطم أمواج البحار والمحيطات على الشواطئ كما أنها تعمل على نقل الفتات الصخري إلى أماكن ومواطن جديدة ليترسب عليها، يوجد عوامل عدة ساعدت في عملية تعرية الصخور (الرياح، الماء في أشكاله العديدة سواء أكان أمطاراً أو على هيئة حركة أمواج في البحار والمياه الجارية بالإضافة إلى حركة الجليد).
إن جميع العوامل تالتي تسببت في الحت لا تحدث إلا بتوفر الطاقة الشمسية لنذكر مثالاً على ذلك فإن الكتل الهوائية المشكلة للرياح لا يمكن أن تندفع إلّا من خلال وجود فرق في الضغط بين مكانين يكونان متجاوران على سطح الأرض، كما أن فرق الضغط لا يتولد بين المكانين إلاّ بتأثير اختلاف الطاقة الشمسية بينهما، كما أن العوامل المسببة للحت تقوم على نحت وتفيتيت الصخور فهي وبالإضافة إلى عوامل التجوية تعتبر من المظاهر المؤثرة على تآكل الطبقة الخارجية للصخور عن طريق الطاقة الميكانيكية التي تتواجد في هذه العوامل، ومن الأمثلة على ذلك تفتيت الصخور يزداد كلما زادت قوة التيارات المائية والهوائية.
إن حمولة التيارات المائية والهوائية التي تكون عبارة عن مواد مثل الحطامات والحصى والرمال تتسبب في تفتيت الصخور ومع زيادة هذه الحمولة فإن عمليات النحت والتفتت في هذه الصخور تزداد، إذن تكمن أهمية عملية التعرية في الجيولوجيا على أنها تتضمن عمليتين وهما تفتيت الصخور ونقل المواد المفتتة، حيث أن النقل يحدث من خلال حمل المواد المفتتة ومن ثم نقلها من مكان إنتاجها إلى أماكن أخرى سميت بالأحواض الترسيبية، وبالنسبة إلى عوامل النقل وهي التيارات الهوائية والمائية بمختلف أشكالها (الأنهار، الجداول، الجليديات)، تقوم هذه العوامل بحمل المواد المتحولة إلى أماكن بعيدة ويكون ذلك قبل ترسيبها في أحواض الترسيب.
لذلك فإن عمليات النقل المختلفة التي تحدث للمواد المحمولة تنتهي بعملية الترسيب والتي تنقل الحمولة إلى مناطق منخفضة فوق سطح الأرض ويتم تسمية هذه المناطق باسم الأحواض الترسيبية.