ما هي التوضعات القارية لأراضي الحقب الرابع؟

اقرأ في هذا المقال


التوضعات القارية لأراضي الحقب الرابع:

وهي على الغالب عبارة عن توضعات نهرية (رمال، حصويات، غرين) مرتصفة على شكل مصاطب وتوضعات من أصل جمودي (مورينات) أو من أصل ريحي (لوس) حشوات كهوف وتوضعات عضوية (ليغنيت، تورب أي ما يمسى بالخث)، وتتم دراسة هذه التكوينات المختلفة حسب طرائق الستراتيغرافيا التقليدية، ولكنها تتضافر هنا مع تقنيات خاصة كطرائق التحليل البوغي (التي تنبئ عن التجمعات النباتية وبالتالي عن المناخ في عصر ما) وفحص السطوح المحمرة (ترب قديمة)، وكذلك يجب ألا نغفل عن ظاهرات الزحزحة وجريان التربة والتي تكون أهميتها هنا رئيسية.
كما يعود تاريخ حفر معظم أوديتنا الحالية إلى العصر الرباعي ولكن من الصحيح أيضاً القول بأنه بدءاً من ذلك العصر وبتأثير ظروف خاصة (انخفاس الأرض، ارتفاع مستوى الأساس الذي تنتهي عنده الأنهار) فقد تم ردم هذه الأودية، وقد أدى هذا الردم إلى تشييد سهل لحقي ذي سطح شبه أفقي ويميل بشكل ضعيف في اتجاه السافلة، ولكن لو حدثت في برهة ما ظروف معاكسة تماماً لتلك التي أوردناها آنفاً ومارست عملها (كنهوض الأرض، انخفاض مستوى الأساس)، فإن النهر سيقوم بالحفر من جديد في سريره المؤلف هذه المرة من لحقياته الخاصة.
وسيكون سطح السرير الجديد واقعاً على ضفتيه تحت هيمنة دكتين لحقيتين يطلق على الواحدة منها اسم مصطبة، وهكذا سيتولد سهل لحقي (إطمائي) جديد والذي قد يتعرض للحفر بدوره وستكون النتيجة النهائية لهذه التحولات بين الحفر والردم المتناوبين هي تشكل مصاطب متدرجة سيكون اقدمها هو أعلاها، ومن المنتظر أن هذه المصاطب المحفوظة على هذه الصورة على ارتفاع متناقص قد تعطي وهماً عن ردم متناقص تدريجياً حتى عصرنا هذا، ولكن الأمر ليس كذلك وأن هذه المصاطب (التي قد تتلاشى جميعها بعد غمرها بردم حديث) لا تمثل سوى مراحل قصوى لهذا الردم.
وعلى هذا الأساس يمكن إذن تأريخ المصاطب عن طريق ارتفاعها النسبي، وعلى هذا الأساس نجدها في وادي نهر الرون وهي تتدرج بصورة تقريبية على 15، 30، 60، 100 متر فوق مستوى النهر ولكن لا يمكن مقارنتها فيما بينها إلا تلك التي تقع بجوار الجبهات الجمودية القديمة، ولكن يمكن تأريخها بوحيش الثدييات وهكذا نجد في وادي نهر السين وفوق السرير الحالي أن لدينا بالتعاقب مصطبة ذات وحيش حالي ومصطبة ذات ماموت وأخيراً مصطبة ذات elephas meridionalis وهي الأكثر ارتفاعاً.


شارك المقالة: