الرواسب والصخور الرسوبية التبخرية:
تتشكل الرواسب والصخور الرسوبية التبخرية بشكل لا عضوي من خلال تبخر مياه البحر أو مياه البحيرات التي تتواجد عند المناطق الجافة أي القاحلة والتي لا تملك تدفق نهري خارجي، ونتيجةً لتبخر مياه البحر تتشكل رواسب وصخوراً رسوبية كيميائية تسمى المتبخرات البحرية، والتي تتكون بشكل أساسي من معادن تشكلت بسبب تبلور كلوريد الصوديوم الذي يعرف بإسم معدن الهاليت، بالإضافة إلى كبريتات الكالسيوم (الجبس والأنهايدرايت) من خلال تغير شكلها بسبب إتحاد أيونات أخرى منتشرة في مياه البحر.
يزداد تركيز ماء البحر بشكل كبير بزيادة عملية التبخر حيث يؤدي ذلك إلى عملية تبلور المعادن بشكل متتابع وإلى تكوُّن بعض المعادن بسبب عملية الترسيب المباشر أي الرواسب الأولية، في حال تتشكل معادن أخرى بسبب التفاعلات التي تحدث في ما بعد الترسيب، ونلاحظ تغييراً في تركيب ماء البحر بشكل مستمر وذلك بسبب تبخر الماء وترسيب الأيونات التي تكون المعادن فيه.
يبلغ سمك المتبخرات البحرية في بعض الأوقات بعض مئات من الأمتار أي حجم ضخم وذلك يعني أنه لا يمكن أن تتكون المتبخرات البحرية من كمية صغيرة من الماء المتواجد في بركة، ولهذا السبب فلا بد من أن كمية كبيرة من ماء البحر قد تبخرت، ولتتبخر كميات ضخمة من ماء البحر بحيث تكون واضحة في أذرع البحار لا بد أن يتوافر ثلاثة شروط وهي: (الماء العذب القليل الذي تدفق من الأنهار، إتصالها بالبحر يكون محدود، يميزها المناخ الجاف).
فإذا توافرت الشروط السابقة في أحد المواقع يتبخر الماء بشكل كبير كما تسمح فتحات بتدفق ماء البحر بحيث يعوض الماء الذي تبخر بكميات ضخمة، وفي النهاية تبقى المياه بحجمٍ ثابت ولكنها ذات ملوحة كبير تفوق المحيط المفتوح، حيث تبقى المياه فوق الإشباع بشكل مستمر وتعمل على ترسيب معادن تبخرية في القاع الذي تمت فيه عملية التبخر الضخمة ومن أول الرواسب التي تتشكل هي معادن الكربونات والتي تبدأ بترسب الكالسيت يليه الدولوميت الذي ترسب بسبب التفاعلات التي حدثت ما بعد الترسيب.
كما يحدث ترسيب في بحيرات المناطق الجافة تلك التي لا يدخل إليها إلا قليل من المياه العذبة أو أحياناً لا تدخل إليها مياه عذبة إطلاقاً حيث تسمى بالمتبخرات غير البحرية إذ يعمل التبخر على التحكم في مستوى البحيرة حيث تتراكم الأملاح التي نتجت بسبب التجوية الكيميائية للصخور.
