الصخور السابقة للكامبري:
تطلق على الصخور السابقة للكامبري أحياناً عبارة الصخور الآركية (من الكلمة الأغريقية بدائي)، وذلك عندما تكون استحالية وممثلة بصخور متبلورة تورقية (غنايس، ميكاشيست، آمفيبوليت) والمحقونة بأنواع الغرانيت، وعندئذ تؤلف أكثر الصخور قدماً المعروفة على سطح الكرة الأرضية وركيزة كل القارات ولكنها لا تشكل إطلاقاً كما سبق وساد الإعتقاد لمدة طويلة (القشرة البدائية)، ونحن نعرف في الواقع ما هو الأصل الذي يمكن أن ننسب للصخور المتبلورة التورقية التي من المحتمل أن تكون رسوبات قديمة تغير حالها بفعل الإستحالة العامة وبالتالي ربما تكون من عمر متبدل جداً.
ولهذا السبب لا نعرف بالواقع إطلاقاً الخبث البدائي للكرة؛ وذلك بسبب كونه قد أعيد صهره منذ مدة طويلة، واندمج في صخور أخرى، وهو أيضاً السبب ذاته الذي يجعل من مشكلة أصل الحياة على الأرض معضلة تستعصي على الحل تماماً ما دام كل أثر مستحاث (حفري) قد اندثر تماماً خلال التحولات الإستحالية ( ومن هنا جاء اسم المجهول الحياة والذي أطلق أحياناً من هذه الأراضي)، غير أنه علقت بعض الآمال منذ عهد قريب على آثار غريبة دعيت والتي شكلت الغنايس في المجن الكندي ذيولاً طويلة منسوبة إلى حيوان أولي عملاق ومصفح بقشرة.
غير أن هذه الآثار أعيدت إلى المملكة المعدنية بعد أن أمكن التعرف على أنها مؤلفة من تناوبات من شرطان متحوجزة من سربنيتن ومن كالسيت مماثلة تماماً لمثيلاتها التي يمكن مصادفتها في الصخور البركانية الحديثة، يبدو أن الصفات الصغيرة ذات القوام الفحمي المعروفة والموجودة في صخور فيللاد البثوني في فنلندا وتلقى حظوة أكثر وتعتبر اليوم كبقايا من طحالب بدائية، ويكون هذا الأساس الإستحالي من الآركي مستوراً أحياناً دون توافق بصخور تكونت صفاتها الرسوبية غير قابلة للجدل (رصيصات، حجر رملي (حث)، كوارتزيت، صخور كلسية).
وإلى هذا الفرع المتفاوت في استحالة من طبقات ما قبل الكامبري يخصص اسم آلغونكي أو ما قبل الكامبري وذلك عندما تكون واقعة تحت الكامبري الأسفل الحاوي على المستحاثات، ويشير التكوين البتروغرافي ولا سيما وجود الصخر الكلسي بكل وضوح بأن الحياة كانت متمثلة في ذلك العصر السحيق، والواقع أشير فيه لوجود آثار إن لم تكن قابلة للتحديد نوعياً فهي على الأقل لا جدال فيها آثار عضويات الطحالب الزرقاء في الصخور الكلسية الآلغونكية في أمريكا الشمالية والشعاعيات والإسفنجيات وصخور الفتانيت أو في الصخور الكلسية الهورونية.