ما هي الصخور الفوسفاتية؟

اقرأ في هذا المقال


الصخور الفوسفاتية:

نصادف الرسوبيات الفوسفاتية المرغوبة كثيراً للزراعة على شكلين: بعضهما عبارة عن كلس فوسفاتي أو أحجار رملية فوسفاتية تحتوي على الفوسفات ثلاثي الكلس بحالة بقايا عظمية، وتخثرات أو حبيبات صغيرة (أحجار رملية تعود للألبيان، فوسفات افريقيا الشمالية)، والقسم الآخر عبارة عن تشكيلات ثانوية ناجمة من تأكلس الصخور السابقة وتركيز الفوسفات موضعياً بفعل أسباب ميكانيكية (فوسفات بيكارديا) أو كيميائية (فوسفوريت كيرسي).
فعلى سبيل المثال الفوسفات المتواجدة في أفريقيا الشمالية، حيث تشكلت هذه الفوسفات خلال الكريتاسي الأعلى والإيوسين، وكانت على الحافة الشمالية للقارة الإفريقية وفي بحر قليل العمق، وتمتد المكامن بدءاً من تونس حتى المغرب وهي في غاية الأهمية من حيث الإمتداد والسماكة، وأغناها هي فوسفات المغرب التي يبلغ غناها حتى 76% من الفوسفات ثلاثي الكلس، وهي عبارة عن مارن وكلس فوسفاتي مرصع بتحببات صغيرة فوسفاتية يتراوح قطرها من 1 إلى 2 مم متجمعة بملاط كلسي فيه القليل من الفوسفات.
كما أن عدم وجود الإسمنت داخل الصخر يضفي على التشكيلة مظهر رمل عالي النسبة ومرغوب كثيراً، وكما هي حال معظم الرسوبات الفوسفاتية، فإن فوسفات الكلس فيها من منشأ كيميائي حيوي، فبالإضافة إلى الحبات الفوسفاتية توجد في هذه التشكيلات بقايا عظمية من الأسماك بأعداد لا تُحصى، وهي بحد ذاتها فوسفات كلسية كما أن جُثث هذه الحيوانات بتفسخها فوق القاع أعطت الأمونياك (روح النشادر) الذي حول الأملاح العضوية الفوسفورية إلى فوسفات الألمنيوم.
كما بالإمكان أيضاً وخلال وسط مائع وبتأثير كربونات كلس رسوبيات في طريق التوضع ومياه البحر إعطاء فوسفات الكلس، ويقدر كايو أيضاً أن الوسط الذي كانت تتطور فيه هذه المتعضيات يجب أن يكون غنياً للغاية بحمض الفسفور، كما أنه تداخل بهذه الصفة في تشكل الفوسفات، الذي كان ترسيبه ميسوراً بتأثيرات بكتيرية، كما أن هذه التراكمات ناتجة عن تغيرات سريعة في شرائط الحياة للأوساط التي كانت تؤدي لموت كميات كبيرة من الحيوانات.
وهكذا نجد على الجرف القاري لجزيرة الأرض الجديدة حيث يوجد سمك الغادس بغزارة أن تيار الخليج الحار يصادف التيار الكبير البارد الوافد من البحارالقطبية مؤدياً إلى مجازر بين الكائنات القادمة مع هذين التيارين، ويجذب تراكم جثث الحيوانات هذه الأسماك الضارية كأسماك القرش فتضاف جثثها أيضاً، لذلك تُعد هذه المكامن الفوسفاتية ميادين معارك قديمة ومقابر حيوانات.


شارك المقالة: