الطرق الجيولوجية للتنقيب عن المياه الجوفية:
هناك الكثير من الناس يعتقدون بأن المياه الجوفية من الممكن الحصول عليها من خلال الحفر في أي مكان، لكن في الحقيقة فإن المياه الجوفية لا تتواجد إلّا في ظروف جيولوجية ومناخية مناسبة ويقوم الجيولوجيين (جيولوجيو المياه) باستخدام طرق مختلفة في التنقيب عن المياه الجوفية سميت بالطرق الجيولوجية الطبوغرافية، فهذه الطرق تساعد على الكشف عن الأماكن التي يتجمع فيها المياه الجوفية من خلال عدة مشاهدات، وأول هذه المشاهدات هي ضباب الأرض وهذا الضباب يظهر على سطح الأرض كما يمكن النظر إليه من بعيد وتكون كثافته مختلفة بسبب اختلاف تبخر الماء الجوفي.
ويكون ذلك من خلال وضع لوحة عليها حروف كبيرة توضع بالقرب من سطح الأرض فنلاحظ أن الحروف تبدو متحركة أكثر ما يمكن فوق مناطق تجمع المياه الجوفية، كما أنه من الممكن استخدام صحون توضّع تكون مائلة فوق سطح الأرض ومن ثم تترك طول فترة الليل لنشاهد بخار الماء مكثفاً على سطحها الداخلي خلال ساعات الصباح ولا يكون ذلك إلّا إذا كان في الأرض كمية كافية من المياه الجوفية، أما بالنسبة للأراضي الرطبة والراشحة فتتواجد في حال كان الماء الجوفي قريباً من سطح الأرض وأن يكون قدراً من هذا الماء يطل على سطح الأرض من خلال الخاصية الشعرية فكانت الأراضي الرطبة من الدلالات على تواجد المياه الجوفية.
ويتم الاسترشاد بطبوغرافية سطح الأرض لنستطيع تعيين أماكن حفر الآبار أي أن مستوى الماء الجوفي يكون أقرب إلى سطح الأرض، تحت الوديان أكثر من قربه في المناطق المرتفعة، وتعرف الآبار على أنها ثقب في الأرض إلى أقل من مستوى المياه الجوفي ولكي نضمن أن البئر جيداً ومستديماً نقوم بحفر البئر إلى أقصى عمق ممكن باتجاه أسفل مستوى الماء الجوفي، أما بالنسبة للآبار التي يتم حفرها إلى ما دون المستوى مباشرة فإنها من الممكن أن تتعرض للنضوب خلال فصل الجفاف، كما أنه إذا تم الاستمرار في ضخ المياه من البئر فمن الممكن أن يتسبب ذلك في انخفاض لمستوى المياه الجوفية وينتج من ذلك ما يعرف بمخروط الاستنزاف.
أما في الأحواض الارتوازية فإن الطبقات الصخرية فيها تنتظم على شكل ثنية مقعرة ضحلة ذات انحدار سهل، والحوض الارتوازي يتشكل من طبقتين صخريتين وغير منفذتين وتكون بينهما طبقة محصورة منفذة تكون ذات هواشم بارزة فوق السطح.