نظرية بوين للتمايز الصهاري:
من خلال التبريد التجزيئي والتمايز في الصهارة البازلتية اعتقد بوين بأنّ ذلك من المحتمل أن يؤدي إلى انتاج صهير بنسب كبيرة من السيليكا وذو درجة حرارة أقل (أحد مسببات التبريد التجزيئي)، وتتكون الصهارة الأنديزيتية من خلال تمايز الصهارة البازلتية في عملية التبلور التجزيئي بمراحلها المبكرة، وتندفع الصهارة مكونة لابة أنديزيتية أو أنّها تتبلور ببطء فينتج عنها مداخل من صخر الديوريت.
وخلال عملية التبلور وخاصةً في المراحل المتوسطة فإنّ الصهارات ستمتلك تركيب الجرانوديوريت، ومع مرور الوقت على هذه العملية تنتج لابات ريوليتية من صخر الجرانيت في نهاية الأمر، والتنوع في تركيب الصخور النارية تم توضيحه من خلال التبلور التجزيئي ونظرية التمايز الصهاري، وعلى الرغم من ذلك فقد يوجد حقيقتين معارضتين لهذه النظريات: (الجرانيت وانتشاره الواسع، البازلت المماثل للجرانيت في سعة انتشاره).
النظريات الحديثة بعد نظرية بوين:
حصلت نظرية بوين على القدرة الكبيرة في توضيح كيفية تكون الأنواع المختلفة من الصخور النارية خلال عملية التبلور التجزيئي، كما أنّ نظرية بوين وضحت الطريقة التي يتكون بها صخر الريولايت (والذي يُعتبر صخر مقابل لصخر الجرانيت)، وفي أواخر سلسلة من الإنبثاقات التي تبدأ في اللابة البازلتية، حيث باتت هذه تحظى باهتمام العلماء والجيولوجيين ليقوموا بابحاث كثيرة عن هذه النظرية.
ومع عمل الأبحاث ودراستها توصلوا في نهاية الأمر لضرورة ادخال التعديلات على النظرية، فتم الاثبات من خلال الأبحاث أن بلورات الأوليفين الصغيرة المتكونة من صهارة كثيفة ولزجة تتطلب وقت طول جداً، حتى أنّها قد لا تصل إلى قاعة غرفة الصهير مطلقاً، في حين أنّ أبحاث أخرى عملت على إيجارالعديد من المتداخلات ذات التطبق والتي يتواجد فيها الكثير من الطبقات بتراكيب معدنية مختلفة، حيث وُجد صعوبة في تفسير هذه الأبحاث خلال نظرية بوين.
لكن المصدر لصخور الجرانيت ذات الأحجام الكبيرة المتواجدة على سطح الأرض يعتبر هو المشكلة الكبيرة والتي لا يمكن أبداً أن تتكون بطريقة نظرية بوين؛ يعود السبب في ذلك لفقد كميات ضخمة من السوائل خلال عملية التبلور في المراحل المتتالية من نظرية التمايز، فالحجم الضخم من الصخور الجارنيتة المتواجدة حالياً تحتاج تبلور كميات عظيمة من الصهارة البازلتية تصل لعشرة أضعاف من حجم مداخلات الجرانيت.
ومع وجود تغيير على نظرية بوين الأساسية للتمايز الصهاري خلال عدة عقود مضت، إلاّ أنّه ما زال يتم الرجوع للنظرية، كما بُنيت الكثير من البحوث التي أُجريت على الصخور النارية وتمايزها على أساس نظرية وأفكار بوين.