خصائص الغضاريات:
تكون جميع الغضاريات قابلة للعجن وتعمل عجيناً مع الماء تُسمى هذه الخاصية بخاصية اللدونة، ويميز من وجهة النظر هذه الغضارات الدسمة وهي الأكثر لدونة، والغضاريات اللادسمة أو الهزيلة وهي الأقل لدونة والتي يبقى ملمسها خشناً بسبب وجود حبات من المرو، كما يرى العالم بيرتران والعالم لانكين ذلك، وخلافاً للاعتقاد السائد بأن صفة تكوين غضار دسم إلى حدٍ ما لا تعني وجود أية علاقة مع محتواه من الألومين والسيليس ويبدو أن هذه الخاصية منوطة فقط بالبنية الفيزيائية لمختلف مركبات الغضار وبوجود سيليس غرواني أو بحالة حبات ذات نعومة متناهية.
يُمكننا القول بأن الغضار مؤلف من جزيئات صغيرة فيليتية مجهرية لا تحصى أي لا تتجاوز 0.001 مم أو ما فوق المجهرية مفصولة عن بعضها بصفيحات رقيقة جداً من الماء (ملاط مائي)، كما أن التحام المجموع المنوط بالتوتر الشعري في الخيوط السائلة، وهكذا تُفسر اللدونة؛ أن الغضار إذا ما تشوه فإنه يعود إلى شكله الأصلي، وفي حالة كون الضغوط ضعيفة فإنها لا تمارس عملها إلاّ على السائل ويتصرف الغضار عندها كجسم مرن، ويكون التشوه نهائياً مع ضغط أشد ولكن دون إنقطاع وتكون بحالة السيلان اللدن هنا.
ومن هنا فإن خطر الغضاريات داخل المكمن يؤدي إلى إنزلاقات في الصخور، غير أن اسمترارية بقاء غضار ما تعود أيضاً إلى حد كبير إلى طبيعة مياه التبلل الكيميائية مع وجود إلكتروليتات، كما أنه علينا أن نُقيس كل ما يتعلق بخاصية أخرى للغضاريات ألا وهي الكتامة أو اللانفاذية، ومن الناحية العملية يُعتبر الغضار بمثابة جسم كتيم يحتفظ بالماء ويُحدد المستويات الحاملة للماء عندما يوجد في سلسلة متتالية من الصخور ويوجه إلى الينابيع.
إن ذرات الغضار الحكيمة بإمكانها أن تتكتل مشكلة خثيرات صغيرة تُسمى غضار يتندّف، أما الجزيئات الغروانية تعود إلى حالة عالقات فالغضار هنا يزال ندفه وينفذ لكل مكان ليسد أصغر المسامات مؤدياً بذلك إلى عدم نفاذية المجموع، يتوجب علينا إمتصاص الماء الذي بإمكانه أن يؤدي لإنتفاخ الجزيئات الغضارية بخاصة جسيمات الهالوازيت وهي مركب شائع للغضاريات مما يؤدي إلى إنقاص فعلي للمسامات كما أن هذه الحالة يُمكن أن تقوم بها أملاح حيادية.
فنرى أن الغضاريات قد تكون كتيمة لمياه الأمطار ونفوذه جداً بالنسبة لمياه الينبوع الذي يثير ندف الغضار.