ما هي دورة التعرية النهرية؟

اقرأ في هذا المقال


دورة التعرية النهرية:

إن الجيولوجيين الذين يهتمون بدراسة الأنهار قاموا بملاحظة طبيعة الأنهار من جهة شكل مجرى النهر بالإضافة إلى حركة المياه من المنبع باتجاه المصب، وقاموا الجيولوجيين بتقسيم مجاري الأنهار وكان ذلك إلى ثلاثة مراحل وهي مراحل الشباب وتليها مرحلة البلوغ وأخيراً مرحلة الشيخوخة، حيث أن هذه المراحل الثلاثة لا تكون ذات علاقة في العمر الزمني للأنهار من خلال مقارنة الواحد منها بالآخر بل إن النهر ذاته يكون ذو أجزاء تقسم إلى ثلاثة مراحل، ففي مرحلة الشباب من أجزاء النهر إن ميل النهر يكون فيها كبيراً جداً كما أن تعرية النهر في هذه المرحلة تكون سريعة أما الوديان فتكون فيه عميقة وهي ذات انحناءات حادة في مجرى النهر.
لذلك إننا نلاحظ على أن الأراضي التي تكون مجاورة لمجرى النهر تبقى كما هي ولا تتأثر بعملية النحت النهري كما أن هذه المرحلة تمتاز بالإضافة إلى ما سبق بتواجد فيها بعض من المظاهر وذلك يكون في مجرى النهر، مثل الحفر الوعائية حيث أن هذه الحفر الوعائية تعد عبارة عن حفر عميقة وتكون ضيقة وبشكل اسطواني وتتواجد في قاع النهر، كما أن قطر هذه الحفر يتراوح ما بين عدة إنشات إلى العديد من الأقدام ويعود السبب في تشكيل هذه الحفر الوعائية هي حركة الماء التي تكون سريعة خلال هذه المرحلة.
وبما أن حركات الجزيئات تكون لولبية أيّ أنها بشكل دائري، فبسبب ذلك إن عوامل التعرية التي تكون من خلال فتات الصخور التي تعمل المياه على نقلها ستكون كبيرة جداً مما يتسبب في تشكيل الحفر الوعائية وتعمقها بشكل تدريجي، والمظهر الثاني هي المساقط حيث أن مساقط المياه تتشكل عادة في المراحل الأولى من مجرى النهر أيّ أنها تكون في القرب من منابع النهر، ومن الأسباب التي تشكل المساقط المائية هو الاختلاف في الارتفاع بين نقطتين في مجرى النهر وهذا الاختلاف يتشكل في الارتفاع أيّ أنه إما أن يكون ناتج لفرق في الارتفاع في مجرى النهر أو بسبب تعاقب صخور قوية وهشة في مجرى النهر.
بالإضافة إلى تآكل الصخور الهشة بشكل أسرع من الصخور التي تكون قوية ممّا يتسبب في حصول الفارق في الارتفاع، وآخر هذه الظواهر هي الخوانق والأخاديد العميقة وهذه الظاهرة تعتبر أحد الصفات التي تكون مهمة جداً في مجرى الوادي خلال هذه المرحلة وبسبب السرعة في جريان الماء فإن المقطع يأخذ شكلاً أشبه بالحرف v حيث أن مياه النهر تكون محتله لقاع المجرى النهري، وهنا نكون أنهينا المرحلة الأولى أما بالنسبة للمرحلة الثانية (مرحلة البلوغ) هي عبارة عن المرحلة التي في حين يصل إليها النهر يكون قد انتهى من المرحلة الابتدائية وهي مرحلة حفر مجراه بشكل سريع ويكون قد وصل إلى المرحلة التي تكون فيها تعرية لجوانبه.
وهنا في هذه المرحلة يكون النهر قد بدأ مجراة بأخذ شكل وهيئة الانحدار البطيئ والهادئ كما أن وديان هذا المجرى تزداد طولاً خلال هذه المرحلة وفيه عملية التعرة تصبح تتميز بالبطئ أكثر بكثير من المرحلة السابقة، كما أن الانحناءات في مجرى النهر هنا تصبح أكثر هدوءاً، فعلى سبيل المثال نهر دجلة الذي يكون بالقرب من مدينة الموصل يعمل على تمثيل هذه المرحلة من عمر النهر حيث أن النهر يتميز خلال هذه المرحلة في صفتين، فالصفة الأولى هي المنعطفات وهي عبارة عن الالتواءات أو عبارة عن الانحناءات التي تكون هادئة وغير حادة كما أن النهر قد يصل إلى هذه المرحلة في مجراة في حال قلة سرعته ويكون قد بدأ في قطع ضفافة.
وتتشكل الجزر في مجرى النهر ويكون السبب في تكونها الزيادة الطبيعية في كمية المواد المنقولة في النهر بالنسبة إلى قابلية النهر في ترسيب هذه المواد، كما أن مجرى النهر الأصلي ينقسم إلى عدة فروع أيّ من فرعين أو أكثر ومن ثم تعود لأن تلتقي في مجرى موحد، وآخر مرحلة هي مرحلة الشيخوخة يكون فيها ميل المجرى منخفض بشكل كبير كما أن النهر في هذه المرحلة يفقد قابليته للتعرية ما عدا في الجانبية، والنهر الشائخ يبدأ في الانحناءات البطيئة ويكون سهولة في الفيضية الواسعة كما أن هذه الانحناءات تبدأ بالتضيق مع مرور الوقت لتكون انحناءات دقيقة جداً وفي النهاية يقوم النهر بقطه القسم الضيق من الأرض الموجود في نهاية لفة النهر ليشكل بحيرة قوسية.


شارك المقالة: