مرحلة تأسيس الفكر الجيولوجي الحديث:
ترجع أغلب إنجازات تطور الفكر الجيولوجي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين إلى إنجازات بعض العلماء حيث من أشهرهم نيقولاستينو وجيوفاني أردوينو في إيطاليا والعالم إبراهيم فيرنر في ألمانيا والعلم جيمس هتن في بريطانيا، حيث اقترح العالم نيقولا ستينو نظرية تفسير تكون الجبال الأرضية وقد عمل على تصنيف الجبال حسب طريقة تكونها وكانت بثلاثة أنواع (جبال نتجت بسبب حركات رفع وإنهيار الطبقات الأرضية الداخلية أي أنها بسبب تصدع الطبقات الأرضية كما أن هذه الجبال تعرف بأنها جبال التصدع، جبال نتجت بفعل البراكين، جبال نتجت بتأثير عمليات التعرية والترسيب).
ومن إنجازات العالم ستينو أيضاً ما طرحه في مجال تفسير قانون تعاقب الطبقات الأرضية كما أنه اعتقد أن الطبقات القديمة في تتابع طبقي ولا يحدث لها تأثير بالحركات الأرضية ولا تتأثر الطبقات السفلى، كما استخدم ستينو هذا التفسير في توضيح أسباب تكون جبال التصدع التي تمت الإشارة عليها في تصنيف الجبال، كما أن العالم جيوفاني كانت إنجازاته متركزة حول تقسيم الجبال إلى أربعة أنواع حسب أنواع الصخور المكونة لها حيث تبدأ بالجبال الأولية وهي جبال تحتوي على معادن وهي خالية من الأحافير وتُعد من أقدم أنواع الجبال حسب طبيعة الصخور المكونة لها.
أما الجبال الثانوية تلك الجبال التي تتكون من صخور طبيقية صلبة وتحتوي على أحافير بجرية كثيرة وهي تكون تالية للجبال الأولية من حيث القدم، والجبال التي تكونت بسبب رسوبيات ليست متحجرة وتحتوي على أحافير بحيرة فتسمى بالجبال الثالثية، وأخيراً الريوبيات والفتات الصخري بالإضافة إلى المواد الترابية التي تكون متجمعة فوق أنواع الصخور الثلاثة، إن إنجاز أوردينو السابق يكمن في أنه أساساً حيث ساعد العلماء فيما بعد على إرساء الأحقاب الجيولوجية الأربع في سلم الزمن الجيولوجي أو ما يسمى بـ العمود الجيولوجي.
وخلال القرن الثامن عشر الميلادي برز العالم الألماني أبراهام فيرنر ومن أكثر إنجازاته شهرةً كانت تصنيف الصخور إلى خمسة أنواع، حيث أكد فيرنر في نظريته على ربط الصخور بتاريخ تكوينها مما يكون ذلك الذي دعى إلى ترتيب الصخور ترتيباً زمنياً بالاعتماد على نوعها ويكون بذلك قد خالف أوردينو والذي وصفها إلى أربعة أنواع، كما نُسب إلى فيرنر تأسيس مدرسة جيولوجية التي اشتهرت باسم المدرسة النبتونية (نسبة إلى إله البحار عند الإغريق)، كما أنه حسب اعتقاد هذه المرسة أن الصخور معظمها ذات أصل بحري.