مرحلة نشوء المادة الأولية في الصخور الرسوبية:
إنّ لعمليات التجوية وعمليات الحت المختلفة دوراً كبيراً في نشوء المادة الأولية للصخور الرسوبية، أي أنّ الصخور التي نتجت بفعل عمليات التفتيت (الحت) والنقل والترسيب تعمل على تشكيل فراغات داخل طبقات رسوبية ومن ثم تتقلص وتتصلب لتصبح صخراً رسوبياً، إضافةً إلى ذلك فقد يتم ترسيب المواد الصغيرة المفتتة أو المواد الذائبة في الماء التي كان السبب في وجودها هو تعرض الصخور بأنواعها المختلفة (الصخر الناري أو الرسوبي أو الصخر المتحول) لنشاط ميكانيكي أدى إلى التفتت الدقيق للصخور المختلفة عن طريق عوامل طبيعية (التجوية) مثل الرياح والأمواج البحرية والأمطار وغيرها.
تختلف الصخور الرسوبية في أصلها ومنشأها عن باقي الصخور الأخرى (الصخور المتحولة والصخور النارية لهما نفس الأصل الصخري)، كما تتواجد التجوية الكيميائية التي تسبب التحلل الكيميائي لأغلب المعادن التي تكون الصخر، ومن ثم يأتي دور عوامل النقل من “مياه ورياح أو المياه الجارية” حيث تؤدي مهمتها بنقل المعادن المذابة والمتحللة مصاحبة للفتات على أنّه مادة صلبة أو ذائبة.
وعندما تقل قدرة الناقل على حمل الحمولة تبدأ عملية الترسيب للمواد الصلبة الثقيلة، لكن المواد التي تكون مُذابة لا تترسب إلاّ في حالة تبخر الماء المُذيب لها، وللترسيب أماكن متعددة وكثيرة، ومن أهم أماكن الترسيب هي الصحاري وعلى سفوح الجبال أو في السهول الفيضية المتواجدة حول الأنهار بالإضافة إلى البحار والمحيطات ، مما يؤدي إلى تشكّل رواسب محلية.
ومن بعد الرواسب المتجمعة يحدث لها التماسك لينشأ الصخر الرسوبي من خلال التلاحم (أكسيد الحديد والسيليكا أو كربونات الكالسيوم) أو من خلال وزن الرواسب التي تترسب في الأعلى مسببة ضغط على الرواسب القديمة فيخرج منها الماء وتتصلب كصخر رسوبي، إذاً يمكن القول بأنّ المادة الأولية التي تكون الصخور الرسوبية تنتج من خلال عمليات التجوية والتعرية.
فالتجوية ليست عملية متفردة بل هي عبارة عن عدة عمليات الجيولوجية (فيزيائية، كيميائية وأيضاً عضوية) ومركز عملها يكون على سطح الأرض بشكلٍ أساسي، حيث تعمل على تغيير أغلب خصائص الصخور والفلزات، هذا وقد تم تقسيم التجوية إلى نوعين، (التجوية الكيميائية ذات التأثير الأقوى في الصخور والتجوية الميكانيكية التي تعمل على التفتيت)، ثم يأتي دور عملية التعرية في فصل المكونات المفتتة من الصخور ومن ثم نقلها لتضعها في أماكن أخرى مترسبة/ حيث تشمل عملية النقل هذه على ثلاث خطوات رئيسية: التجوية والتآكل ثم النقل وهي عملية تأخذ آلاف بل ملايين السنين.
