مناطق المقعرات الأرضية:
هي عبارة عن أخاديد واسعة ذات قاع متحرك ومرن تترجم عندها الجهود التكتونية على العكس بالتواءات حقيقية، ومنذ وقتٍ باكر جداً إنبعث منها تجعدات واسعة أو طيات جبارة مركبة، تطفو أحياناً على شكل سبحات من الجزر المتطاولة (وتسمى حينئذ كورديللير) تتمدد فيما بينها حفرات من مقعرات أرضية بكل معنى الكلمة وهي مقر ترسب ناشط، وفوق السفح الخارجي للحفرة الملتصق بالرقعة القارية تأتي لتتشكل على شكل حدور.
كما أنّ كل أنقاض القارة المنقولة بواسطة الأنهار والتي تقتلعها الأمواج كي تتوزع أخيراً لما وراء النطاق المجاور للقارة تحت البحرية، وإلى (فخاخ) الرسوبات هذه وهي نوع من أحواض فوق قارية انكباسية، يعطى اسم مقدمات الحفر حيث تتكدس الرسوبيات الأرضية المنشأ والفقيرة بالعضويات وذات السحنة البحرية، وعلى مسافة منها وعلى مسافة منها أي في عرض البحر ليكون قاع الحفرة مفروشاً بتوضعات دقيقة بحرية (بيلاجية) (وحول حاوية على فصيلة الغلوبيجرين أو شعاعيات).
التي تتلاحم مع الحافة المنتصبة للكورديللير بواسطة نطاق من رسوبات عضوية المنشأ أو حطامية، وذلك حسب ما تكون هذه الكورديللير مغمورة أو على العكس عائمة، وينتج عن ذلك كون الترسيب في مستوى الكورديللير أحياناً متميزاً بوجود ثغرات وصخور بريش (بريش الأنهار)، فضلاً عن لون أحمر ناجم عن التشكلات الحديدية الصخرية التي تتشكل فيها أثناء مراحل العوم، ومن ناحية أخرى لا يكون هذا الترسيب سميكاً جداً أبداً حتى ولا في خلال مراحل الغمر.
وفي ما وراء مقدمة الحفرة وأول كورديللير يأتي مجال الحفرة الجيوسنكلينانية التي يكون قاعها غير ثابت مضرساً بحدبات جبّارة جديدة، وتحل محل بريش الهامشية والترسيب النيريتي بسرعة زمر سميكة أرضية الأصل وعميقة بجوار الحدود ذات مستحاثات نادرة، تتألف خاصة من وحول رملية نوعاً ما لا يظهر فوقها سوى دروب الديدان ومعديات الأرجل، ومن الواضح أنه لا يمكن تفسير رتابة هذا المظهر وثخانة هذه الزمر الجيوسينكلينالية إلاّ لإنخفاض تدريجي لقاع الحفرة الذي يحتفظ بعمق ثابت يحميها من الردم.
ولكن توقف حركة التعمق يؤدي بسرعة إلى الردم وهكذا فإن الفترة الختامية من تاريخ مقعر أرضي في الفترة التي تسبق المرحلة التكتونية المحتدمة، تكون متصفة بترسب ناشط جداً أي ترسب ردمي حقيقي يتخذ حينئذٍ صفة غير متجانسة واضحة فتتناوب فيه صخور الشيست والحث مع عدسات سميكة من الرصيصات ويكون الجميع خالياً عادة من المستحاثات باسثناء الآثار العضوية.