مسار التيار الكهربائي في الارض

اقرأ في هذا المقال


ما هو مسار التيار الكهربائي في الارض؟

إننا نعلم من خلال الدراسات والأبحاث الجيولوجية أنه عند مرور تيار كهربائي إلى داخل سطح الأرض خلال التكوينات الصخرية عن طريق غرز قطبين للتيار الكهربائي، فإن فرق الجهد الناتج من خلال جريان هذا التيار يتم قياسه من خلال قطبين آخرين ترتبط بمقياس الفولتية، فعند قراءة المخطط يقوم بتوضيح مسار خطوط التيار والجهد داخل سطح الأرض فاننا نلاحظ أن الخطوط السميكة هي عبارة عن خطوط انتشار التيار الكهربائي داخل سطح الأرض، حيث تسير هذه الخطوط نحو القطب السالب من القطب الموجب، ونلاحظ وجود خطوط متقطعة تقوم بتمثيل مسارات الجهد المتساوي.
هذه المسارات يمكن تحسسها من خلال ربط قطبين إلى جهاز قياس الفولتية، حيث أن خطوط الجهد المتساوي دائماً تكون عامودية على مسارات خطوط التيار الكهربائي، كما أن خطوط مسار التيار تكون على هيئة مسارات نصف كروية تعبر في الأرض وتقف عند سطح الأرض بسبب عدم قدرة التيار الكهربائي على العبور إلى الهواء.
إن خطوط الجهد المتساوي تكون ذات فرق جهد على طول هذه المسارات بقيمة تساوي صفر بشكل دائم، لكنها تتغير عندما تتحول من مسار إلى آخر، فإذا كانت الصخور الموجودة تحت سطح الأرض متجانسة ولا تمتلك أي تغير في الكثافة أو المقاومية، ففي هذه الحالة تكون خطوط عبور التيار الكهربائي ومسارات الجهد المتساوي متجانسة أيضاً وتملك شكل هندسي متماثل.
أما اذا كانت هذه الصخور غير متجانسة مثل وجود جسم معدني فيها سواء كان موصل جيد أو رديء التوصيل الكهربائي، عند ذلك يحدث تشويه وانحراف في اتجاه ومسار الخطوط للتيار الكهربائي، وكذلك يحدث انحراف في مسارات خطوط الجهد إما من خلال الزيادة أو النقصان.
في حال كان الجسم المعدني المتواجد ذو توصيل كهربائي رديء وذو مقاومية عالية هنا تكون مسارات التيار الكهربائي مائلة إلى الانحراف بعيداً عن الجسم المعدني بالإضافة إلى مسارات الجهد، حيث يحدث فيها تقارب عند الجسم المعدني وتتميز بأنها ذات قيمة عالية.
أما في حال كان الجسم المعدني ذو توصيل كهربائي جيد وذو مقاومية قليلة هنا تكون مسارات التيار الكهربائي مائلة إلى الانحراف والعبور باتجاه الجسم المعدني، لكن مسارات الجهد هنا يحدث لها تباعد عند الجسم المعدني وتكون ذات قيمة مرتفعة، ويمكن أن نستدل من خلال هذه الاختلافات في قراءات الجهد الكهربائي على وجود أجسام معدنية أو وجود تراكيب جيولوجية، ومن خلال ذلك يمكن تعيين مواقعها وأعماقها ويمكن التعرف على نوع هذه التراكيب أو الجسام المعدنية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: