ما هو مفهوم انعدام الجاذبية الأرضية؟
من الممكن أن نُعرف الجاذبية الأرضية على أنها عبارة عن قوة الجذب العالمية التي تعمل على التأثير في كل أشكال المادة، وتعتبر الجاذبية من القوى الضعيفة في الطبيعة فهي لا تتمكن من التأثير على الصفات الداخلية للمواد بل أنها تؤثر على أوزان هذه المواد، وتنشأ هذه الأوزان بسبب قوة الجاذبية الناتجة من كتلة الأرض، ويتم قياس الجاذبية بواسطة التسارع الذي تقدمه للأجسام الساقطة بشكل حر، والذي تكون قيمتة تقريباً 9.8 متر لكل ثانية، ومن الممكن أن يكون تأثير الجاذبية ذو مدى قريب بحيث تعمل على جذب الأجسام إلى سطح الأرض، أو ذو مدى بعيد فتتسبب في أن تدور الأجسام في مدارات حول الكرة الأرضية.
أما بالنسبة إلى معنى انعدام الجاذبية الأرضية الذي يتم استخدامه ليتم وصف قوى الجاذبية داخل الفضاء عادة، كما أن الكون يتشكل من عدد لا يحصى من الأجسام التي تتأثر ببعضها البعض، فبسبب ذلك لا بد من أن تتكون قوى جذب فيما بينها، حيث أن قوى الجاذبية داخل الكون تهدف إلى الحفاظ على كل الكواكب في مداراتها حول الشمس وعلى استمرار القمر داخل مداره حول الأرض، كما أن القمر يؤثر على الأرض بواسطة سحب البحار إلى ناحيته، مما يؤدي إلى حصول ظاهرتي المد والجزر داخل المحيطات، وتعتبر قوة الجاذبية هي السبب الأساسي في تشكل النجوم والكواكب من خلال تجمّع المواد التي تكونت منها.
وقام العالم ألبرت أينشتاين باكتشاف أن تأثير الجاذبية في الكون لا يكون مؤثراً على الكتل فقط وإنما يؤثرعلى الضوء أيضًا، وتعتبر الثقوب السوداء هي أحد الأجسام التي تتميز بجاذبية قوية جدًا، إذ أنه ليس من الممكن لشيء الإفلات من قوة جذبها حتى الضوء، بالرغم من حجمها الذي يكون صغير، ومن المحتمل أن نستنتج أن جاذبية الكون هي عبارة عن المسبب الرئيسي في تشكل العالم وتجمعه معًا، يعتقد الكثير من الأشخاص أن الجاذبية غير موجودة داخل الفضاء وهو اعتقاد ليس صحيح إذ أن المركبات الفضائية تتعرض إلى قوة الجاذبية الأرضية التي تعمل على المحافظة عليها في مدارات حول الأرض بدل الارتطام بها.
إن مفهوم انعدام الجاذبية الأرضية لا يكون بمعنى أن الجاذبية تساوي صفر داخل الفضاء لكنها تعني أن كمية قوة الجذب وآلية تأثيرها تختلف من اختلاف البعد عن سطح الأرض، فلهذا السبب عندما يعمل رائد الفضاء على إسقاط تفاحة على سبيل المثال، فإنها لا تكون للناظر كأنها تسقط بناحية أرضية المركبة؛ ويعود السبب لأن التفاحة ورائد الفضاء والمركبة الفضائية يسقطون سوياً، ولكن سقوطهم يكون في مدار حول الأرض بدلًا من سقوطهم ناحيتها، ولأن هذه الأجسام تسقط مع بعضها بذات السرعة فإنها تبدو وكأنها تطفو في الفضاء.
