المحيطات

مياه المحيطات هي جزء لا يتجزأ من البيئة الأرضية، وهي مصدر حيوي للكثير من الكائنات الحية والمصادر الغذائية. واحدة من السمات الرئيسية التي تميز مياه المحيطات هي ملوحتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل مياه المحيطات فعلاً مالحة؟ وإذا كانت كذلك، فما هي العوامل التي تجعلها بهذه الملوحة؟

هل مياه المحيطات فعلاً مالحة

تبلغ نسبة الملوحة في مياه المحيطات حوالي 3.5٪ في المتوسط، وهذه النسبة تعتبر مرتفعة بالنسبة للمياه العذبة التي تتواجد في الأنهار والبحيرات. والسبب الرئيسي وراء هذه الملوحة العالية هو عملية التبخر.

العوامل التي تجعل مياه المحيطات مالحة

عندما يتبخر الماء من سطح المحيطات بفعل حرارة الشمس، يترك خلفه المعادن والملح الذي تحتويه مياه البحار والمحيطات. ومع تكرار هذه العملية مراراً وتكراراً على مدى ملايين السنين، تراكمت الأملاح في المياه البحرية، مما جعلها مالحة.

هذه الأملاح ليست مجرد نتيجة للتبخر، بل هي أيضاً ناتجة عن عوامل أخرى مثل التحلل الكيميائي للصخور والترسيبات البحرية الناتجة عن البراكين والنشاط الجيولوجي الآخر. تعتبر هذه العمليات جزءاً من دورة المياه الكبرى التي تشمل مجموعة متنوعة من العوامل الطبيعية.

ومع ذلك، فإن تركيز الملح في مياه المحيطات ليس ثابتاً في جميع المناطق. فهناك عوامل عديدة تؤثر على مستوى الملوحة، مثل الأمطار، وتدفق الأنهار، والتيارات البحرية. على سبيل المثال، يكون تركيز الملح أعلى في المناطق ذات البخور العالي، حيث يحدث التبخر بشكل أكبر مما هو الحال في المناطق القريبة من القطبين.

إلى جانب ذلك، تلعب النباتات والحيوانات البحرية دوراً في تحديد مستوى الملوحة، حيث يستهلك الكائنات الحية الماء العذب وتتركز الملوحة في المياه المتبقية. وبالتالي، يمكن أن يؤثر التغير في البيئة البحرية، مثل انخفاض تركيز الطحالب، على توزيع الملوحة في المحيطات.

بالختام، يمكن القول إن مياه المحيطات هي فعلاً مالحة، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التبخر والترسيبات الطبيعية. وعلى الرغم من أن هذه الملوحة ليست ثابتة في جميع المناطق، إلا أنها تعتبر سمة أساسية للبيئة البحرية وتلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن البيئي لكوكب الأرض.