في عصر التكنولوجيا الحديثة أصبحت التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد تلعب دورًا أساسيًا في فهمنا وحمايتنا للبيئة، كما تمثل الاستشعار عن بعد تطبيقًا متقدمًا للتكنولوجيا يعتمد على الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وأجهزة الاستشعار المتطورة لجمع البيانات والمعلومات حول البيئة والظواهر الطبيعية بدقة عالية ومن خلال عملية غير تدخلية، كما تعتبر هذه التقنيات أدوات حيوية للمساعدة في فهم التغيرات البيئية ومراقبتها على نطاق واسع وتقديم البيانات الأساسية لاتخاذ القرارات المستنيرة في مجالات مثل إدارة الموارد الطبيعية والزراعة والتخطيط العمراني ومكافحة الكوارث الطبيعية وغيرها.
الاستشعار عن بعد
الاستشعار عن بعد هو تقنية تستخدم لجمع المعلومات والبيانات حول البيئة والظواهر الطبيعية من دون الحاجة إلى التواجد المباشر في الموقع، تعتمد هذه التقنية على استخدام أجهزة الاستشعار المتطورة: مثل الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والأجهزة الأرضية لقياس وتسجيل البيانات حول مختلف الظواهر البيئية، مثل درجة الحرارة والتضاريس وتركيبة التربة وتغيرات الغطاء النباتي والتلوث البيئي وغيرها.
يتم تحويل البيانات التي تم جمعها إلى صور وخرائط ومعلومات قابلة للتحليل، مما يساعد على فهم أفضل للتغيرات البيئية على مر الزمن وعلى نطاق واسع، كما تعد تقنية الاستشعار عن بعد أداة قوية للمساعدة في رصد البيئة ومعالجة التحديات البيئية المعقدة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
طرق استخدام الاستشعار عن بعد في البيئة
تقدم التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد مجموعة متنوعة من الطرق لفهم ومراقبة البيئة بكفاءة عالية، وأحد هذه الطرق هو:
- استخدام الأقمار الصناعية: حيث تقوم هذه الأقمار بتصوير الأرض باستخدام مجموعة متنوعة من الأطياف الضوئية والإشعاعية، مما يتيح للباحثين فحص التغيرات في الغطاء النباتي والتربة والمسطحات المائية على مدار فترات زمنية مختلفة.
- تستخدم الطائرات بدون طيار أو الطائرات المأهولة بالطيار لجمع البيانات بدقة عالية في مناطق صعبة الوصول أو في حالات الكوارث الطبيعية، مما يساعد في تقديم الدعم السريع والفعال لفهم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة.
- كما توفر أجهزة الاستشعار المتنقلة والأرضية فرصة لرصد المتغيرات البيئية على مستوى الأرض مباشرة، مثل قياس جودة الهواء وتحليل تركيبة التربة ورصد مستويات التلوث في المياه. بهذه الطرق، تساهم التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد بشكل كبير في توفير بيانات دقيقة وموثوقة لفهم البيئة والمساهمة في حمايتها وإدارتها بفعالية.
- مراقبة الظواهر الجوية: تستخدم أجهزة الاستشعار عن بعد لرصد وتحليل الظواهر الجوية مثل التغيرات في درجات الحرارة والضغط الجوي والرياح والرطوبة والأمطار، ويساعد هذا على توفير تنبؤات دقيقة بالطقس ومراقبة الظواهر الجوية القاسية مثل الإعصارات والعواصف.
- رصد التغيرات البيئية: يمكن للأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار تحديد التغيرات في المسطحات المائية مثل حجم البحيرات والأنهار والتغيرات في مستويات المياه الجوفية. كما يمكن استخدامها لرصد تغيرات الغابات والمساحات الخضراء والصحاري والمناطق الصحراوية.
- متابعة الكوارث الطبيعية: يتم استخدام التقنيات الحديثة للاستشعار عن بعد في تحديد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق الغاباتية. يمكن لهذه الأجهزة تقديم صور فورية للأضرار وتحديد المناطق التي تحتاج إلى مساعدة عاجلة.
- مراقبة التغيرات البيئية العالمية: يتم استخدام الاستشعار عن بعد في تتبع التغيرات البيئية العالمية مثل ارتفاع مستويات البحار والمحيطات، وتغيرات توزيع الجليد في القطبين وانبعاثات الغازات الدفيئة. هذه المعلومات تساعد في فهم تأثيرات تغير المناخ واتخاذ الإجراءات للتكيف معها والحد منها.
باستخدام هذه الطرق المتعددة، يمكن لتقنيات الاستشعار عن بعد أن تلعب دورًا حيويًا في فهمنا وحمايتنا للبيئة وتحقيق الاستدامة البيئية.
حقيقة علمية: دراسة حديثة أظهرت أن تقنيات الاستشعار عن بعد قادرة على تقديم بيانات دقيقة بنسبة 90% فيما يتعلق بمراقبة تغيرات البيئة على مدار الزمن.